مقال لـ: بدر قاسم محمد عن تخريج حزب الإصلاح للحشد الشعبي !

(نخبة حضرموت) خاص


في 10 مارس 2019م وقفوا مؤديين التحية العسكرية برف من الكفوف المعقوفة , صف من ضباط قيادة مايسمى ب”الجيش الوطني” في تعز , في وضعية استعداد العسكري على منصة خلفها يافطة إعلان كتب عليها :

الحفل الختامي لتخرج الدفعة الثانية للحشد الشعبي لدعم الجيش الوطني .. !.

الوقوف و التحية العسكرية هل تعني بالضرورة ان ثمة عزف للنشيد الوطني اليمني تم لدفعة ثانية لانعلم لها أول من مليشيا الحشد الشعبي هذا؟!

فيما يبدو ان العزف الجمهوري كعدمه لا يهم احد طالما كانت إعداد المليشيا لاتكتسب أي صفة رسمية شرعية !.

على الأرجح انه حفل تخرج بُدأ بأيٍ من الذكر الحكيم هذه المرة ليست ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ….) , ولأنه حشد شعبي مستنسخ من الحشد الشعبي الشيعي سيُتلى من القران الكريم مالايشير إلى طاعة ولي الأمر و يدعم خروج حشدهم الشعبي عليه , ذات الحشد الداعم للجيش الوطني !

ليس اعتباطا ورود اسم ” الحشد الشعبي ” , فلهذا الاسم وجهتين عقائديتين :

– الأولى تاريخية تدعم الفكرة الشيعية الذاهبة لجواز الخروج على ولي الأمر , تجر خلفها تضادا تاريخيا مع الفكرة السنية استدعته اللحظة الراهنة , و فكرة الخروج على ولي الأمر هي نواة التكوين العقائدي التوجيهي لعناصر مليشيا الحشد الشعبي , طبق الأصل كما هي لدى العقيدة الشيعية !.

– الثانية آنية لشحذ الهمة القتالية لمليشيا الحشد الشعبي ضد الجماعة السلفية المتواجدة في تعز المؤمنة ايمان عقائدي مطلق بطاعة ولي الأمر , ولكي تواجه جماعة عقائدية عليك أولا ان تكون جماعة عقائدية وتضخ فيها ما يخالف عقيدتها , اذ يبدو ان شكلية الأساس السني التي تقوم عليها عقيدة حزب الإصلاح اليمني – فرع الإخوان المسلمين في اليمن بوصفه الراعي الخفي لفكرة تشكيل الحشد الشعبي – لا تدعم :

– أولا الفكرة العقائدية , مجوزة الخروج على ولي الأمر ..!

– ثانيا الفكرة العقائدية , مجوزة قتال الجماعة السلفية في تعز راعية فكرة طاعة ولي الأمر ..!.

اخيرا يجب عدم اهمال ان اسم ” الحشد الشعبي ” اضافة إلى وجهتيه العقائديتين على الصعيد المحلي هناك وجهة خارجية له وهي على قدر بالغ من الخطورة و الاهمية تستهدف المملكة العربية السعودية و تغازل في نفس الوقت على الصعيد المحلي الجماعة الحوثية وعلى الصعيد الخارجي الجمهورية الإسلامية الإيرانية .

يبدو ان الهجوم العسكري على الجماعة السلفية مؤخرا في تعز و حجم الانتهاكات و الجرائم المرتكبة بحقهم و إن أتى تحت مظلة الجيش الوطني و أوامر السلطة المحلية , يشير إلى ان فكرة رفد ما يسمى بالجيش الوطني بدفع من مليشيا الحشد الشعبي المتخرجة في مارس الماضي قد أتت أوكلها ونفذت المهمة الموكلة اليها على أكمل وجه .

ونجحت رؤية حزب الاصلاح وهي تشير إلى ان مواجهة أي جماعة عقائدية يجب ان تتم بجماعة عقائدية أخرى : تعادلها في القوة العسكرية وتعاكسها في الاتجاه العقائدي , على طريقة قانون نيوتن , أو على طريقة المثل الشعبي :

لايفل الحديد إلا الحديد !.

يتبقى سؤالنا عن مصير مليشيا الحشد الشعبي المتضخم بانتصاره على الجماعة السلفية وبفكرته العقائدية المرادفة لفكرة الجماعة الحوثية , و عن حزب الإصلاح وهو ينفي صلته بالحشد الشعبي الواضحة وضوح الشمس في كبد السماء … إلى أين ؟!


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق