عدن ( نخبة حضرموت ) خاص
بعد أن استكمل المجلس الانتقالي الجنوبي بناءه التنظيمي وتطوير عمله المؤســسي ككيان سياسي يقود شعب الجنوب لاستكمال التحرر الوطني واستعادة سيادته وبناء دولته الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 1990م ، شهدت العاصمة عدن صباح اليوم الثلاثاء 2 يناير 2024م حدث تاريخي كبير وذلك بانعقاد إجتماع مجلس العموم للمجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وبحضور كل هيئاته وبكامل قوامها، تحت شعار (تعزيز الأداء السياسي والعمل المؤسسي نحو إستعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة).
ويأتي ذلك استنادًا إلى القرار الرئاسي رقم (48) لعام 2023م، الصادر عن الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي،القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية بشأن الدعوة لانعقاد اجتماع مجلس العموم الجنوبي التابع للمجلس الانتقالي ، الذي تم تدشين الإجتماع الأول اليوم الثاني من يناير 2024م في العاصمة عدن
وحرص الرئيس القائد عيدروس الزبيدي على تشكيل مجلس العموم الجنوبي بعد نجاح تشكيل مجلس المستشارين وإعادة تشكيل الجمعية الوطنية بمشاركة كافة هيئات وقوام المجلس الإنتقالي وإشراك كافة ممثلي شعب الجنوب من خلال الشراكة الوطنية وصناعة القرار على طريق إستعادة دولة الجنوب المستقلة وعاصمتها عدن وهو دليل على أن الجنوب لكل وبكل ابناؤه الحريصين على الدفع في وتيرة النضال المستمر للحفاظ على المكتسبات والإنتصارات التي تحققت بتضحيات الشهداء والجرحى من ابطال الجنوب ومعاناتهم خلال مراحل نضالهم السلمي في مراكز الإعتقال والتشريد والإخفاء القسري في سجون الاحتلال اليمني
واستمع أبناء الجنوب اليوم إلى كلمة هامة وشاملة ألقاها الرئيس القايد عيدروس قاسم الزبيدي، شكلت في مضمونها إطارًا موجهًا لمواقف المجلس الانتقالي الجنوبي وخارطة عمل لهيئاته كافة من خلال تماسك الجبهة الداخلية الذي اعتبرها الرئيس في كلمته بأنها حجر الزاوية في الدفاع عن قضية الجنوب واستعادة دولته الفيدرالية المستقلة وعاصمتها عدن .
ويعتبر تشكيل مجلس العموم الجنوبي أحد أهم هيئات المجلس الانتقالي وإشراك شريحة واسعة من ممثلي المجلس بكل محافظات الجنوب خطوة مهمة في تعزيز الجبهة الداخلية وصناعة القرار وانهاء عملية الإقصاء والتهميش للكوادر الجنوبية والدفع من خلاله بممثلي شعب الجنوب ومجلس العموم لأداء دوره المفصلي في القرار المصيري الحنوبي والذي يتزامن تشكيله مع قرب بدء عملية التفاوض السياسي لوقف الحرب وتحقيق السلام برعاية الأمم المتحدة .
وقف الإجتماع التأسيسي لمجلس العموم الجنوبي وقفة إجلال وإكبار لشهداء الجنوب راجيًا لهم الرحمة والمغفرة، مؤكدًا التزامه بالوفاء والثبات على مبادئ وقيم ثورة شعبنا التي ضحى في سبيل تحقيق أهدافها بقوافل من الشهداء والجرحى على مدى مسيرة ثورته التحررية ومقاومته الوطنية، ومشددًا على أن لا تفريط ولا تراجع عن هدف استقلال الجنوب وطنا ودولة وهوية، وبناء دولته الفيدرالية المستقلة.
وأقر مجلس العموم في ختام إجتماعة الأول اعتماد الكلمة السياسية والتوجيهية التي ألقاها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وثيقة أساسية من وثائق الاجتماع وإطارًا توجيهيًا لعمل المجلس. ويكلف هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي وتكويناته المركزية والمحلية كافة، بالعمل على ترجمة مضامينها في خطط عملهم، وتجسيدها في واقع تعاملاتهم، بما يخدم المصلحة الوطنية العليا لشعب الجنوب.
وحيا مجلس العموم جسارة واستبسال قواتنا المسلحة والأمن الجنوبيين في الدفاع عن حياض الوطن وأمنه واستقراره. ويؤكد المجلس أن القوات المسلحة الجنوبية ستظل سياجًا منيعًا لحماية الجنوب وشعبه وتأمين المكتسبات الوطنية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، ويشدد على تطويرها تدريبا وتأهيلًا وتسليحا وتعزيز دورها في القيام بتأمين المياه الإقليمية، وحماية الملاحة البحرية الدولية. ويهيب من أبناء شعبنا كافة الالتفاف حول القوات المسلحة الجنوبية وتعزيزها، فهي درع الجنوب وحصنه المنيع الذي تتحطم أمام صموده وثباته وعظمته خطط ومؤامرات الأعداء.
واكد مجلس العموم التزامه الكامل بمضامين بيان عدن التاريخي الصادر في الرابع من مايو 2017م، ويجدد المجلس التفويض الوطني للرئيس القائد عيدروس الزبيدي بقيادة وتمثيل شعب الجنوب وقضيته الوطنية والمضـي به صوب تحقيق غاياته الوطنية العظيمة.
كما أكد مجلس العموم التزامه الكامل بالحفاظ على ما تحقق من منجزات سياسية ودبلوماسية وعسكرية وأمنية وتعزيزها وتوجيهها للحفاظ على وحدة الجنوب وهويته أرضا وإنسانا والدفاع عنه وتحرير ما تبقى منه في سبيل تحقيق تطلعات شعب الجنوب.
مؤكدا إن حق شعب الجنوب في الاستقلال والسيادة على أرضه وثرواته الوطنية، هي حقوق ثابتة -غير قابلة للتصـرف- يملكها شعب الجنوب وهو وحده من يقرر فيها، تتوارثها أجياله المتعاقبة عبر الزمان، لا يسقطها التقادم ولا تلغيها أخطاء السياسة. تستمد ثباتها من ثبات الحق الذي يتوقف عليه الوجود والبقاء الإنساني. وبهذا يؤكد مجلس العموم امتثاله وتمسكه بحق شعب الجنوب في السيادة على أرضه وثرواته، وحقه في الاستقلال واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة على حدودها المتعارف عليها دوليًا. ويخول المجلس الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لاتخاذ القرارات الكفيلة بإنفاذ إرادة شعب الجنوب، وتجسيد آماله وتطلعاته، وصون وحماية حقوقه السيادية.
مجلس العموم أكد على التزام المجلس الانتقالي الجنوبي الكامل بمضامين الميثاق الوطني الجنوبي والعمل على تحقيق الأسس والمبادئ والاتجاهات التي احتواها لتعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي انطلاقا من مبدأ الجنوب لكل وبكل أبناءه و استكمال بناء مؤسسات الدولة وتمكين القيادات والكفاءات الجنوبية المؤهلة، والعمل على محاربة الفساد في كافة مؤسسات الدولة.
وجدد مجلس العموم تأكيده على انفتاح المجلس الانتقالي الجنوبي على كافة ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الجنوبي، ومضيه في نهج الحوار البناء مع كل القوى والشخصيات والتكوينات الجنوبية، وإيمانه بشـراكة الجميع في وضع معالم الدولة الجنوبية الفيدرالية الجديدة، المحققة للتوازن الوطني، وللعدالة في توزيع السلطة والثروة، ولجبر ضرر كل ضحايا الصـراعات على مدار العقود الستة الماضية.
كما أكد مجلس العموم دعمه لكل جهود السلام الإقليمية والدولية، مشددًا على أولوية وضع إطارًا تفاوضيًا خاصًا لقضية شعب الجنوب في مفاوضات العملية السياسية، لضمان تحقيق السلام المنشود. وينوه إلى أن أي تجاهل أو ترحيل لقضية شعب الجنوب لن يقود إلى سلام فشعبنا لن يقبل التماهي مع أي تجاهل لقضيته، ولن يفرط بمكتسباته وتضحياته وأهدافه الوطنية العظيمة.
وثمن المجلس دعم الأشقاء في التحالف العربي مقدرًا إسنادهم لشعبنا ومقاومته وقواته المسلحة في وجه جحافل الغزاة الحوثيين، ويؤكد إن الجنوب ودولته المنشودة لن يكون إلا عامل استقرار وتكامل واندماج مع امتداده الخليجي والعربي ومحيطه الإقليمي والدولي، وتبادل المصالح والمنافع