مسهور : افتعال اخوان اليمن أزمة مع الإمارات جاء عقب عجز التحالف الإيراني القطري التركي عن تحقيق اختراق في الجنوب

(نخبة حضرموت) متابعات


اوضح المحلل السياسي والكاتب الجنوبي هاني مسهور انه ومنذ استهداف قوات التحالف العربي في مأرب، في سبتمبر 2015، أزاح إخوان اليمن الستارة عن مخططاتهم ورغبتهم في لعب الدور الأساسي في توجيه اليمن للحصول على حصة سياسية تحفظ لهم وجودهم في المشهد اليمني، مشيرا الى ان هذه الرغبة لم تأت من فراغ بل جاءت من انقلابهم على نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح عبر ما يسمى ثورة فبراير 2011 التي مثلت منعطفا ليس فقط لحزب التجمع اليمني للإصلاح، بل للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين باعتبار أن اليمن يجب أن يخضع لنفوذ التنظيم تبعا لوجوده ضمن الجزيرة العربية والاحتفاظ بجغرافية الاستهداف لدول الخليج العربية وخصوصا المملكة العربية السعودية.

ولفت مسهور في مقال له بعنوان “إخوان اليمن.. غايات استهداف الإمارات” بأنه وبعد حادثة مأرب بشهر واحد فقط تلاها محاولة اغتيال نائب الرئيس خالد بحاح في عدن، والتي كانت مؤشرا على عزم التنظيم الدولي إبعاد الرجل عن السلطة السياسية، وبحسب مسهور فقد استطاع التنظيم من خلال حملات دعائية واسعة النطاق إسقاط بخاخ في أبريل 2016 وتصعيد شخصيات قيادية منتمية للتنظيم الدولي لإتمام السيطرة على السلطة اليمنية وتجييرها لتنفيذ أجندته.

واكد مسهور ان الإمارات العربية المتحدة عملت بالتزامها ضمن التحالف العربي تحت قيادة السعودية، وتحملت الجزء المتعلق بمكافحة الإرهاب انطلاقا من تحرير ساحل حضرموت، ثم تثبيت العمليات الأمنية التي استهدفت تنظيم القاعدة وداعش في عدن ولحج وأبين وشبوة ضمن التزام بما صدر عن مخرجات الحوار الوطني بتشكيل قوات أمنية من أبناء المحافظات. وهذا ما قامت به من ناحية التدريب والتأهيل العسكري وهو ما أثمر نجاحات واسعة أشادت بها الولايات المتحدة، وتوجتها بتسليم النطاق البحري في حضرموت بطول 300 كيلومتر لخفر السواحل التابع للنخبة الحضرمية بحضور سفير الولايات المتحدة في اليمن.

لكن التحركات الاماراتية ورغم إيجابياتها وما اثمر عنها الا انها ومن وجهة نظر إخوان اليمن فإن التوازن الاستراتيجي يرتكز على ثلاث مناطق رئيسية بعد أن فقدوا السيطرة على كامل المحافظات الجنوبية، وهي تعز ومأرب والحديدة، لذلك أفشلوا كافة محاولات التحالف العربي تحرير محافظة تعز وعملوا على عقد اتفاقيات مع الحوثيين تضمن تقاسم النفوذ مع تكريس مفهوم الحصار على المدينة عبر أذرعهم الإعلامية لإبقاء وضع المدينة بحالة تقاسم، وفيما تسيطر قواتهم على محافظة مأرب ظلت الحديدة المنطقة التي يرغبون بالتواجد فيها.

ووفقا لمسهور فإن عملية تأمين مضيق باب المندب تبقى واحدة من محددات عاصفة الحزم وأحد أهدافها الإستراتيجية التي وجد التحالف أن تحرير عدن لا يكفي لتجنيب الخطر الإيراني خاصة بعد استهداف ميليشيات الحوثي للسفينة الإماراتية (سويفت) والفرقاطة السعودية (المدينة المنورة)، فقامت القوات الإماراتية بعملية إسناد لألوية العمالقة الجنوبية لتطهير جنوب ساحل البحر الأحمر عبر عملية الرمح الذهبي في فبراير 2017 ونجحت العملية بتحرير مدينتي الخوخة والمخا جنوب مدينة الحديدة.

وتطرق مسهور الى المخطط التركي بعد إنشاء انقرة قاعدتين عسكريتين في الدوحة والصومال وقال ومع دخول مقاطعة الرباعي العربي لدولة قطر حدث التحول الأكبر عندما أنشأت تركيا قاعدة عسكرية في قطر وأتبعتها بقاعدة عسكرية أخرى في الصومال، ثم عقدت اتفاقية مع نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير تضمن التواجد التركي في سواكن ما وضع الأمن القومي العربي في نطاق تهديد تركي واضح، وكان على تركيا أن تحصل على ميناء الحديدة ليكتمل التموضع التركي على البحر الأحمر وبذلك يتم تهديد السعودية ومصر بشكل مباشر.

لكن إطلاق عملية تحرير الحديدة استثار اخوان اليمن بحسب مسهور فافتعلوا أزمة في جزيرة سقطرى تجاوزها التحالف الذي كان يخوض حربا ضروسا مع ميليشيات الحوثي في الحديدة، ومع توقف المعارك الحربية عادت قراءة التوازنات في ما يخص التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في اليمن الذي بات يبسط نفوذه على وادي حضرموت ومأرب والجوف وأجزاء واسعة من تعز، إضافة إلى قوات عسكرية تصل إلى أكثر من 250 ألفا تحت ما يسمى الجيش الوطني.

وتبدو هذه التوازنات مقنعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح للحصول على مكاسب من أي تسوية سياسية قد تنجح مع الحوثيين، لكن التحول حدث مع زيادة الضغط الأميركي على إيران ودخول العقوبات الاقتصادية مرحلة قاسية استدعى معها أن توعز إيران لحلفائها الحوثيين بغزو مدينة عدن للسيطرة على مضيق باب المندب، ونقل الصراع مع الولايات المتحدة من مضيق هرمز إلى جنوب اليمن.

واتهم مسهور اخوان اليمن بلعب دور خطير تمثل في تسليمهم المعسكرات لميليشيات الحوثي في محافظة إب التي شهدت مواجهات مع المقاومة الجنوبية والحزام الأمني بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، وفشل الحوثيين في كسر جبهة الضالع على مدار أكثر من شهرين من القتال، وهنا تأكد التحالف التركي الإيراني القطري أنه لا يمكن تحقيق خرق عسكري والعودة إلى المحافظات الجنوبية إلا بافتعال أزمة مع الإمارات.

وعن خلفية الأزمة اوضح مسهور انها جاءت بعد محاولة قوات تابعة لنائب الرئيس علي محسن الأحمر اقتحام عاصمة محافظة شبوة مدينة عتق، وتزامنت مع محاولة قوات أخرى موالية لنائب الرئيس السيطرة على ميناء جزيرة سقطرى، ومع فشل تلك المحاولات أطلقت أذرع قطر الإعلامية حملة الاستهداف ضد دولة الإمارات لتحقيق خرق في التحالف العربي ولكسر المشروع الذي تقوده السعودية، ليس فقط على نطاق اليمن، بل على نطاق أكبر يوفر للحلف الإيراني القطري التركي تغيير توازنات على نطاق الشرق الأوسط الذي بات يقترب من حسم معركة إيران.

واوضح مسهور ان مشكلة اختطاف الشرعية اليمنية وسيطرة حزب التجمع اليمني للإصلاح هي المعطل الحقيقي لحسم المعركة مع الذراع الإيرانية في اليمن، فلن ينهزم الحوثيون طالما كان حلف الشر الإيراني التركي القطري ممسكا بالشرعية وقادرا على تسخيرها لمصلحته، ورغم الفشل المتواصل لكسر العلاقة السعودية الإماراتية التي أثبتت مقدارا من الرصانة السياسية في التعامل مع افتعال الأزمات، إلا أن ذلك لا يعني ألا تتم مراجعة الشرعية وهيكلتها وإصلاحها وإبعاد التيار الإخواني عنها لتحقيق الأهداف الكبرى.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق