انتصارات جنوبية يقابلها قطع المرتبات.. عمليات عسكرية استراتيجية تبطش بمليشيا الحوثي في الضالع

الضالع (نخبة حضرموت) منير النقيب

تواصل القوات المسلحة الجنوبية بمختلف تشكيلاتها شمال وغرب الضالع احراز الانتصارات الحربية امام جحافل المد الايراني مليشيات الحوثي.

-خذلان وتجاهل

وامام الملاحم البطولية والصمود الحقيقي في وجه اعداء الجنوب والمنطقة يواجه ابطال القوات المسلحة الخذلان والتجاهل من خلال حرمانهم من مرتباتهم طيلة ستة اشهر متوالية من قبل الحكومة وقيادة التحالف العربي دون اي تقدير لدور القوات الجنوبية وتضحياتهم بدمائهم وارواحهم في الدفاع عن الجنوب وصد الخطر الايراني الذي يهدد الجزيرة العربية بشكل عام.

وفي اخر المستجدات الميدانية أسفرت عملية عسكرية نوعية، تمثلت في كماشة نيرانيَّة نفذتها القوات الجنوبية والحزام الأمني بمحافظة الضالع، إلى سقوط قتلى وجرحى من المليشيات الحوثية.

وأوضحت مصادر عسكرية أن عددًا من عناصر المليشيات الحوثية سقطوا بين قتيل وجريح أثناء محاولتهم القيام بعملية تسلَّل باتّجاه مواقع القوَّات الجنوبيَّة في قطاع هِجار-باب غلق جنوبي منطقة العود.

وأشارت المصادر إلى أن “أفراد القوات الجنوبية تمكنوا من إيقاع عناصر المليشيات وسط كماشة نيرانيَّة بعد رصد تحركهم منذُ وقتٍ مبكر، بعدها حاولت المليشيات تأمين عملية انسحابهم بقصفٍ مكثفٍ”.

وبينت المصادر اندلاع مواجهات محتدمة استمرت نحو نصف ساعة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، فيما لا زالت جثث البعض من العناصر المهاجمة مرمية في سائلة هَجار.
وأوضحت مصادر عسكرية ميدانية أن “القوات الجنوبية خاضت مع مليشيات الحوثي المدعومة من إيران في قطاع هجار – باب غلق شمالي محافظة الضالع، وحاصرت عناصر المليشيات الإرهابية خلال محاولتها التسلل بكماشة نيرانية، أجبرتهم على التراجع”.
وأُجبرت مليشيات إيران على الانسحاب تحت قصف مكثف، في محاولة لتأمين هروبها، غير أن القوات الجنوبية نجحت في إيقاع خسائر فادحة بصفوف الحوثيين، وهو أمر تكرر في مرات عديدة خلال الأيام الماضية.

كما أسقطت الدفاعات الجوية للقوات المسلحة الجنوبية، طائرة بدون طيار مُسيرة لمليشيات الحوثي الإرهابية في محور مريس شمال الضالع، وتواصل القوات الجنوبية التصدي لمحاولات المليشيات المدعومة من إيران لعمليات تجسس على سماء المنطقة.

وخلال الأسبوع الماضي، تصاعدت المواجهات لصد عدوان المليشيات الإرهابية المدعومة من إيران شمال معسكر الجب، واستُخدم مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة في هذه المواجهات، وتصدّت القوات المسلحة الجنوبية إلى عدوان شنته مليشيا الحوثي الإرهابية على قطاع صبيرة – الجب شمال غرب الضالع، وفي نفس الجبهة، أفشلت القوات المسلحة الجنوبية محاولة حوثية أخرى، بعدما شنّت المليشيات هجومًا على قطاع صُبيرة – الجُب.

وتأتي محاولة المليشيات المدعومة من إيران في شن هجوم في اتجاه معسكر الجُب الاستراتيجي لهدف تحقيق انتصار بعد انتكاساتها المتواصلة، ولكن القوات الجنوبية استطاعت وببسالة إيقاف هذا الهجوم عبر مواجهات شرسة، دفعت العناصر الإرهابية إلى الانهيار، وأثقلت الوحدات الجنوبية عناصر المليشيا الإرهابية بالخسائر البشرية والمادية، وأجبرتها على الهروب.

وحققت القوات المسلحة الجنوبية نجاحات عديدة في مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية على جبهة الضالع خلال الأيام الماضية، واستطاعت بسالة أبناء الجنوب أن تسطر ملحمة جديدة سيذكرها التاريخ في وقت يتكالب فيه أعداء الجنوب للهيمنة على مقدراته ومحاولة إعادة احتلاله مجددا، وهو ما سيؤدي إلى إحباط العديد من المؤامرات التي تستهدف إثارة الفوضى في الجنوب.

لا تقل نجاحات القوات الجنوبية على جبهة الضالع عن الكثير من الانتصارات التاريخية التي حققها الجنوب، تحديدا وأنها تأتي في وقت أطلق فيه المجتمع الدولي يد المليشيات المدعومة من إيران للعبث في مقدرات الجنوب، ويظهر ذلك واضحا من خلال تراجع الولايات المتحدة عن قرار تصنيف المليشيات كمنظمة إرهابية مع التراجع عن إقرار العقوبات الأميركية على طهران.

تسجل القوات المسلحة الجنوبية تاريخًا جديدًا ناصع البياض للجنوب بعد أن استطاعت أن تجهض محاولات غزو الشمال للجنوب في أكثر من مناسبة منذ أغسطس 2019، وساعدت المجلس الانتقالي الجنوبي في ممارسة مزيد من الضغوطات السياسية والدبلوماسية على الشرعية الإخوانية إلى أن أرغمها على تنفيذ بنود اتفاق الرياض، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالشق السياسي الذي تمثل في تشكيل حكومة المناصفة.

اللافت أنّ الجنوب وهو يبذل كل هذه الجهود في سبيل مكافحة مساعي التمدّد الحوثية، فإنّ المليشيات الإخوانية التابعة لنظام الشرعية تواصل الانبطاح والتآمر عبر تسليم الجبهات للمليشيات المدعومة من إيران، تمامًا كما يحدث في هذه الآونة في جبهة مأرب.
التآمر الإخواني، الذي هو عادة المليشيات على مدار السنوات الماضية، يبرهن أنّ هذا الفصيل يظل طرفًا معاديًّا للتحالف، في ظل مواظبته على توجيه مثل هذه الطعنات الغادرة على مدار الوقت.

ما تمارسه المليشيات الإخوانية من تآمر وخيانة يأتي في وقتٍ يحصل فيه هذا الفصيل على الكثير من الدعم من قِبل التحالف العربي، لكنّ مليشيا الإخوان ترد على ذلك بتسليم الجبهات للحوثيين.

وفي المرحلة المقبلة يتوجّب أن يتم خلالها تكثيف جهود التحالف في سبيل دعم الجنوب لحسم المعركة أمام الحوثيين في أقرب وقت، بما يخدم الصالح العربي العام.

-انتصارات وحرمان من المرتبات

أبطال الجنوب في الجبهات يسطرون انصارات كبيرة رغم قطع الرواتب عنهم منذ أكثر من ستة أشهر، وهؤلاء الأبطال أحق بتسيير القوافل الغذائية والدعم اللازم.

واستنكر نشطاء جنوبيون توجيه محافظ لحج أحمد عبدالله تركي، قافلة غذائية إلى المليشيات الإخوانية المخترقة للشرعية في مأرب.

وأشاروا إلى محاولة التركي لشرخ القضية الجنوب وتطلعات المواطنين إلى استعادة دولتهم كاملة السيادة.

ونبهوا إلى دوره المتكرر في تفرقة أبناء الجنوب عبر قراراته التي تهدف إلى خلط الأوراق في الساحة الجنوبية.

وأكدوا أن توجهه لدعم المليشيات الإخوانية في غير مساره، لما أقدمت عليه تلك المليشيات من انتهاكاتها ضد أبناء الجنوب، وهذا يجعله منحازًا إلى الأجندة المعادية للجنوب.

واستنكروا تجاهله مساندة القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية طوال ست سنوات على جبهات الصبيحة وكرش والمسيمير والضالع دون مرتبات.

وكذلك فإن القوات الجنوبية أحبطت مخطط تحالف الحوثي والإخوان الذي هدف إلى تسليم جبهة مأرب للعناصر المدعومة من إيران في مقابل إفساح المجال لهم نحو التقدم عبر جبهة الضالع، وفي الوقت نفسه الذي تعمل فيه المليشيات الإخوانية المنضوية تحت الشرعية على الزج بعناصرها الإرهابية إلى الجنوب تحت مسميات النزوح الإنساني، وهو ما من شأنه إعادة احتلال الجنوب عبر إرباكه في جبهات مختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق