سلاح القلم اشد فتكاً من سلاح البندقية…مهتمون : الحرب اللأعنفية اكثر فاعلية من الحروب الأخرى في هد عروش الطغاة واضعاف معنوياتهم

(نخبة حضرموت) تحقيق/محمد مرشد عقابي


كيف تهزم ثورة ملونة تشنها عليك أدوات دولة عظمى، وبأي جيش تواجه منظمات التدمير المجتمعي، او ما سنسميهم بالجواسيس والعملاء والخونة من المأجورين والمأزومين؟ هناك يقف سلاح فاعلية اشد فتكاً من فاعلية الأسلحة العنيفة يستطيع تدمير ترسانات الأعداء وهد بنيانهم دون تكلفة باهضة كما قد يتصور البعض، في هذه المادة الصحفية نفتح نافذة للحوار والنقاش حول اهمية سلاح القلم ودوره في اضعاف الخصوم وترجيح الكفة اوقات الحروب يقول الخبير بلال عبد الرب محمد علي اولاً يجب فهم طبيعة العدو ونوعية أسلحته التي تكون في معظم الأحيان مبنية على فهمه لنقاط ضعف قيادتك كخصمك له مثلاً وعلى فهمه لمشاكل مجتمعك، وعلى فهمه لما تعانيه دولتك واقتصادك ويستقي العدو اللأعنفي بهذا السلاح الناعم والأشد فتكاً وتدميراً من مشاكل شعبك نقاط قوة يحولها اسلحة قاتلة لنظامك وبلادك بسلاح دمار شامل اسمه الإعلام، من هنا تبرز الحاجة الى معرفة استراتيجيات عدوك التي وضعها خصيصاً لك لأن الركون الى توقع خطوات تقليدية في الحروب الناعمة أمر يضع المدافعين في خطر لأن تعاليم جين شارب يجري تطويرها تبعاً لخصوصية كل بلد.


واضاف : بجب ان تكون هناك ديناميكية جماهيرية  أسرع في المبادرة خلال المعارك اللأعنفية من عدوك الذي يعتمد على جنود من شعبك، يطالبون بمطالب مجتمعك، ويتحدثون بلسانك، ويلبسون مثلك، ويخاطبون تطلعات واَمال أناسك ويعرضون أنفسهم للإضطهاد والملاحقة ويؤسسون منظمات خدمية ومهنية وطبية وحقوقية وفنية وخيرية من أجل جمهورك، ويعمل كل منهم كخلية تشكل حول الفرد خلية اخرى عادة لا تقل عن خمسة من اشخاص الذين يجند كل منهم خمسة أخرين الى ما لا نهاية مثل قطرات الجليد التي تتكون من تماسكها مع بعضها البعض، لذا يجب اتباع أول خطوات المواجهة وهي باستعادة مطالب شعبك المحقة منهم عبر انزال مجموعات موالية لك بينهم ثم الإندماج معهم ثم الإعلان عن مبادرة تفاوض  سيرفضونها فيقبلها انصارك الموجودين بينهم فتعطيهم شرف تحقيق أهداف الثورة

ويحتاج ذلك لوقت وجهد متزامن مع فعاليات أخرى.


وتابع قائلاً : لو تحدثنا عن الإعلام وحملة الأقلام فسنجد انهم هم رواد الحركة اللأعنفية ولابد ان تكون هناك وسائل إعلامية طاغية ومؤثرة وكاسحة تقدمهم بشكل بارز وتضعهم في عيون الشعب بمصاف الشهداء والضحايا من خلال ما يبذلونه في هذا المضمار ومن خلال سلسلة الرسائل النفسية المعقدة التي يبثها ذلك الإعلام اعتماداً على ادوار مرسومة مسبقاً بعناية شديدة، على سبيل المثال يظهر في تظاهراتهم ومن قنوات مختلفة و في اماكن متفرقة نمط موحد مضموناً لكن مختلف شكلاً يخاطب كل منها فئة من المجتمع ويستثيرها ومن هنا تبدأ ثورة التعبئة والتحريض والتأجيج والدفع لإستثارة المشاعر وإلهاب الحماس في نفوس الثائرين وفي الجانب الآخر تثبيط لمعنويات الأعداء.


اما خليل جامع العيسائي فيقول : الإعلام له دوراً مؤثر في صنع الإنتصارات الصعبة وتثبيط وتحطيم عزائم الخصوم واتذكر في هذا الصدد الكاهن الصربي ارثوذكسي الذي يحكي قصة اغتصابه على يد رجال السلطة في بلده حيث يظهر في وسيلة اخرى ملحد يشكو اجباره على الركوع في كنيسة لطلب الغفران من كاهن يعمل مع السلطة، ومن الأرياف يظهر مزارعون يشكون هموم القرويين وفي المدن الفقيرة تشكو جائعة نحيلة فقرها بسبب تقصير السلطة، ثم تظهر البيانات الخارجية للدولة الفلانية ومندوبيها الساميين ووسطاء سيلتقون كادر بيروقراطي يرتبط بالحركة اللأعنفية (المعادية) لكنه ليس من القادة الميدانيين بل من الذين سيمسكون بالسلطة، اشهار هؤلاء من قبل الحركة اللأعنفية (المعادية) أساسي، لذا يجب تحطيم سمعتهم وكشف خيانتهم ونذالتهم بالإعلام فرداً فرداً ويجب استمالة افراد منهم ليشهدوا على الأشرار منهم امام الرأي العام.


ويضيف : نلاحظ اليوم ان معظم الأنظمة المستبدة تقوم باطلاق ادوات إعلامية متخصصة لمناهضة وضرب مصداقية القنوات المعادية بهدف فضح هفواتها واخطائها المقصودة وغير المقصودة وتنفيذ عملية وسم الشخصيات المعادية بألقاب تخوينية.


احسان محمود صالح يقول : الحضور الدائم في كل ساحة يتواجد فيها الآخر لا لمواجهته فقط بل لتبني خطابه وشعاراته وأدواته ومطالبه ثم تحييد رموز الحركة اللأعنفية الشرعية وإيقاع إنقسام افقي وعامودي بين ناشطي العدو وبين العفويين من اصحاب العواطف والمتأثرين بالشعارات هو من اهم المخططات التي ترسم لتحقيق الغلبة والنصر في مثل هذه الحروب، كما ان فضح قيادات العدو اللأعنفي من المحليين وتشويه سمعتهم بوثائق ووقائع ونشر تلك الوثائق مرفقة باشاعات كثيفة لأن النخب تحتاج لإثبات والعامة تقنعهم آخر اشاعة تثبت لهم صحتها ومصداقية مصدرها مرة على الأقل.


ومضى يقول : من يريد الإكتساح في هذه الحرب عليه ان يرصد الصغيرة والكبيرة في هذا المعترك وعليه ان يقيم القواعد لفضح علاقات ادوات الخصم اللأعنفية وارتهانها للخارج وتقديم ما امكن من مستندات وشواهد وشهادات حول خيانتهم مع امطار المتلقي باشاعات تحمل مضامين حقيقية

فالإشاعة المثيرة تخترق العقل اشد من اختراق الرصاص الجسد وبذلك توصل القناعة لذهن المتلقي حول الفكرة التي تريد تسويقها وضرب العدو من خلالها.


اما يسلم سمير باهارون فيقول : العدو اللأعنفي الذي يتسلح بالقلم والساحة التي يستخدمها في المواجهة هي وسائل الإعلام يعتمد على ركائز لإسقاط بلد وتفكيك نظامه ومجتمعه من بينها افقاد البلد هويته وإنتزاع حق ابنائه الشرعي في اختيار قادته من خلال التصويب بوقاحة على رموز البلد سواء كانوا قادة او مناضلين او رجالات دولة والاصرار بوقاحة على توجيه اهانات لهذه الرمور والكوادر خصوصا بعد كل خطاب او تصريح يصدر منهم خلال الحرب، والاهم انهم عند تلقيهم عروض السلام والتفاوض يزدادون وحشية في إهانة الرمز او قادة الدولة مقابل مديح يكيلونه لأطراف اخرى بغية إضعاف ادوات الدولة على السيطرة، مثلاً في بوليفيا شتموا يومياً موراليس وبالمقابل مدحوا وأنشدوا لقائد جيشه، وكلما اطلق الرئيس ايفو موراليس  تصريحاً أو اجرى مقابلة كانوا يصعدون ضده ويعتبرون كلامه عدواناً عليهم، فدار حبر اقلامهم وتوجه خطابهم مع المحرك الفعلي لهم فهم يوحدون حركتهم وخطابهم ومصطلحاتهم ويجهزون مسبقا خطط واشاعات لإثارة النعرات والإضطرابات ضده مهما كان ايجابياً والامر الوحيد الذي لم يردوا عليه بالتصعيد هو خطاب استقالته، ومسألة الكذب لها اسم دلع يسمونه (الكذب النبيل) كأن يقولون ما لم يقله، شل الحياة الاقتصادية والخدمات العامة وقطع الطرق وتعطيل مصالح المواطنين والترويج لذلك تحت شعار تحصيل حقوق الشعب، فهم يعتقدون ان الإخلال بالوظائف الخدمية المقدمة من جهة رموز وكوادر الدولة يفقدهم دعم الشعب لهم ويتحول التذمر بحسب رأيهم من الثورة الى سقوط لهيبة القادة فينقلب عليهم الشارع ومن يفترض بهم السيطرة السيادية اي الشرطة والجيش، ضرب العلاقة بين فئات من المجتمع هي الاكثر قرباً للدولة والتي يعتمد عليها وبث نبرت التشكيك والتخوين بين اعضاء مكوناتها من خلال سلسلة اشاعات تطال الثقة بين الاطراف على سبيل المثال تلك التقارير التي نشرت في روسيا مؤخراً والتي تؤكد بأن بوتين انتقل من موقعه كرمز وحليف وقائد للوطنيين القوميين الروس الى موقع الولاء لجهات خارجية معارضة او ان قاعدة بوتين ارثوذكسية قومية ونشر تلك الإشاعة قبل الإنتخابات الأخيرة كان هدفه ابعاد تيار عريض من انصاره عنه فضرب بوتين الإشاعة باسلوب سياسي وإعلامي مرن.


واختتم بالقول : لمواجهة تلك الركائز يجب ان لا يلقي الرمز الوطني خطابات إلا في تجمعات شعبية ضخمة بين انصاره وتكليف قيادات حراكية شابة بالدفاع عن منطق القيادة، ويجب ان يتم اطلاق آلية فورية لمنع استغلال الاضطرابات وتوظيفها لصالح اجندة معادية مع التجهيز هجمات شعبية ضد الطرف المعادي تتزامن مع تنازلات هائلة لصالح الموالين والصمود بعناد ضد هذا الطرف الذي يضمر العداء وينصب المكائد، يجب ايضاً تقديم حوافز للشارع الإعلامي الموالي حتى يتمكن من ضرب الشارع المعادي وإظهار زيفه وتعريته وفضح دسائسه ومؤامراته التي يحيكها بحق رموز وقادة وكوادر البلد وإيقافه عند حد لا يستطيع معه التحرك، فاذا كان العدو اللأعنفي ينخر في جسد الوطن من الداخل ولم تجدي معه كل الطرق والوسائل والأساليب لإثنائه عن مسعاه التدميري والتخريبي والتأمري وجب مواجهته بالسلاح لإن هذا النهح هو آخر الحلول لمنع اعطاء هؤلاء شرف الظهور  بمظهر ضحية أمام الرأي العام، كما يتوجب على من يريد الإنتصار لمشروع دولته ان يجند القيادات ومراسلي وسائل الإعلام وحملة الأقلام ومشاعل العلم والفكر والمعرفة ومدراء شبكات التواصل ضد الفلول التي تهدف لخدمة مشاريع واجندة عدائية وتريد إثارة الفوضى والشغب وزعزعة أمن واستقرار الوطن من خلال تعريتهم وفضح دسائسهم ومخططاتهم الخبيثة، كما يجب استيعاب سرعة تبديل تكتيكات المواجهة لدى الخصم اللأعنفي فقد تكون جهاتهم قد وهنت او انها في مرحلة تريد ان ترفدهم فيها بمشاريع احتياطية هجومية، ففهم ماهية الخصم تعد قاعدة أساسية لربح المعركة الى جانب فهم تحركاته وخططه الاستراتيجية والتكتية والتكنيكية على ارض المعركة الإعلامية، فعلى الرغم من وجود مبدأ واحد لثورات الإعلام إلا ان التطبيقات العملية لها تستوحى من واقع البلاد المستهدفة، لذا لا يمكن لدولة مهما كانت عظمى ان تثير شعباً راضياً عن كيانه الوطني إلا بادوات محلية تولد فرص للإجتياح الاجنبي الذي يأتي غالباً من خلال استغلال السلبيات التي يفاقمها غياب الخدمات والفشل في تأمين وصيانة البنى التحتية الفعالة وانتشار الفساد والتضخم والتسيب وتوسع قاعدة العاطلين عن العمل والافتراق في القناعات ما بين الشعب وقيادته وازدياد القمع وغياب العدالة وانهيار القضاء وتفشي الرشوة والمحسوبيات وغياب تكافؤ الفرص والنزاعات الجهوية والدينية والطبقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق