مقال للأستاذ/صالح سالم عمير في مثل هذا اليوم الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر والملحن عبدالقادر محمد الكاف (أبو حداد)

نخبة حضرموت /سيئون

تصادف اليوم السبت ٥ ديسمبر ٢٠٢٠ الذكرى التاسعة لرحيل الشاعر والملحن عبدالقادر محمد الكاف (أبو حداد) .
*ولد عام 1952م بمدينة تريم في بيئة فنية وأدبية فقد كان جده لأمه عميد الدان الحضرمي حداد بن حسن الكاف ..
* بدأت الموهبة الشعرية لديه في مراحل مبكرة من حياته. * شكّل مع الملحن القدير حسن باحشوان الانطلاقة الأولى فقد غنّى له في العام 1968م أول أغنية من كلمات وألحان الشاعر الكاف ( في العشية نظرت الزين كامل سنينه) ثم لحّن له العديد من الأغاني الأخرى ..
* شكّل مع الفنان عبدالرحمن الحداد ثنائياً فنياً متميزاً فغنى له عبدالرحمن الحداد الكثير من الأغنيات منها :
شاف لطفي معه، ربيع الهوى، عاد نحن شباب، يالله بعودة قريب، أنت السعادة، الحقيقة أنك أنت ما عرفت إيش الحقيقة. وغيرها.
* كما كانت له محطات ووقفات فنية مع الفنان المعروف كرامة مرسال وقبل كل هؤلاء الفنانين . الفنان سالم صالح العامري .
* غنّى له أبوبكر سالم ( مُغرم صبابة ) والفنان عبدالمجيد عبدالله ( الحب الجديد ) وسعد جمعة ( قلب واحد ) وعبد الرب إدريس ( كل شيء معقول وأنت السعادة )
ومحمد البلوشي ( كل شي معقول ) وخالد المُلّا ( ياريت لك شيء عين )
وعبد المنعم العامري ( ضاع القمر )، وهيام يونس ( يالله بعودة قريب ) وغيرهم.
* صدر ديوانه الأول ( ربيع الهوى ) في العام 2004
.
.
*( لقد استطاع الشاعر الغنائي عبدالقادر الكاف إيجاد ذاته الشعرية الحَقّة، ونَفَسه الشعري المختلف فلم يتبع خطى من سبقوه وابتكر خطه الشعري مغرداً بتفرد) حسب تعبير الدكتور عبدالقادر علي باعيسى
.
*كتب عنه نجله حداد قبل أيام تعليقا على منشور لي عن حال الأغنية الحضرمية، وقد ضمنت المنشور ماقاله حداد بن حسن الكاف في حوار نشره بامطرف في كتابه (الشاعر الغزِل) يقول حداد بن حسن :

( أغانينا مكرّرة في غير إبداع، أو تجديد في جملها، أو معانيها، وإنها ساذجة، وإنّ القليل منها جيّد وأصيل، ولا توجد عندنا قصائد سياسية جيدة من حيث كلماتها، وصيغها اللغوية العامية، ولكنها إما مُبهمة الغرض، وإما انحيازية بشكل غير ذكي ، أي أنها كلها نفاق في نفاق، إلا النزر اليسير منها) ..

*كتب حداد عبدالقادر الكاف :
فكرة القصيدة الجديدة ذاتها لابد أن تكون ابتكار وإبداع من الشاعر ذاته ،يأتي بشيء مغاير عن المعهود ، والشعر الغنائي يكتمل باللحن ، فهو جزء أساسي من اللوحة الفنية المتكاملة ، مثلاً في شعر الوالد عبدالقادر الكاف ، رحمة الله عليه ، تجد بناء القصيدة ذاتها يختلف عن المعهود، وعندما تنظر لها مكتوبة كأنك تنظر إلى تشكيلة موسيقية فريدة في ذاتها ، وهذا يعطيك إنطباعاً عن الشاعر ذاته. والحس والأذن الموسيقية والخبرة التي يتمتع بها في هذا المجال ، فتجد ألحانه المبتكرة ونقلاته الإبداعية في اللحن الواحد من مقام إلى آخر ، تدل على تكامل في الشخصية الفنية ، إضافة إلى إختياره اللفظة بعناية فائقة فتجد أن ألفاظه أرستقراطية ، لهذا هو شاعر أرستقراطي الكلمة ، وتجد التناسق العجيب في ألفاظ قصائده كونه يختار ألفاظاً موسيقية وهذه مدرسة جديدة مبتكرة خاصة تميز وتفرّد بها رحمه الله عن سائر الشعراء المعروفين في حضرموت ، كما يمتلك إبداع في فكرة القصيدة ذاتها ..
ويواصل حداد عبدالقادر الكاف :
وانظر مثلاً سناد الحذو* ستجده في شعر حداد بن حسن، والمحضار ولن تجده في شعر عبدالقادر الكاف.
ا.هـ
.
وكان تعقيب عمير على ماكتبه حداد :
* وهذه الإضافات الوجيهة الرائعة تعكس الثقافة الفنية الرائعة لحداد (نجل الشاعر)، وقد ذكّرتني بوالده رحمه الله، فهو يمتلك إضافة إلى الخصائص التي تمتاز بها أشعاره الغنائية التي أشار إليها نجله، يمتلك ثقافة فنية عالية فضلا عن ثقافته العامة المتفردة، ولهذا فهو لم يقلّد الكبار، وخاصة جدّه الشاعر والملحن الكبير، ولكنه هضم واستوعب فنهم، وأدرك أنه لابد له من الخلق والابتكار والإبداع والإضافات الخاصة به، وابتعد تماما عن تقليدهم، لهذا ، نجح نجاحا منقطع النظير ..

طيّب الله ثراه
.
* يختم عمير وهذه أبيات من قصيدة لصالح عمير عن عبدالقادر الكاف لعلها تكون مسك الختام :

صانع الألحان
والحرف الوسيم
مر في الدنيا الدنيّهْ كالنسيم
ودّعتُه اليوم في حسره تريم
وارتدى (وادي العَجَل)ْ ثوب الحِدادِ
***
عاش (جيلاني) وفي طيّب ودود
باروع الأعمال في هِمّه يجود
رغم أشباح التجاهل
والجحود
ظل يبدع يبتكر في جوّ هادي
***
رغم ما قاسَى على مرِّ الحياهْ
ما اشتكى لانسان قط أو قالْ آه
ظَلّ كالطائر مُحلّق في سماه
عاشْ في ظِلّ المتاعب طير شادي
***
ع نَفَسْ حداد بو حداد عاش
كم تأثر به مؤكد ، لا نقاش
بس ما قلّد و لا حاكَى و هاش
إستقَى من جوّ روحاني ريادي
***
كلّ أشعارهْ رقيقهْ صادقهْ
بالمحبّهْ بالمودّهْ ناطقهْ
بالعذوبهْ بالحلاوهْ شارقهْ
للسلا تدعو ..
وللعشقهْ تنادي
***
في المعاني الواضحهْ يُبحرْ يخوض
لا تَذاكِي .. لا تفلسُفْ .. لا غُموض !
في فضا عذب القوافي
والعَروض
كم نَظمْ في رِيم أو في غُصن نادي !
***
إنتشر فنّه سَرَى مثل الأريج
أُغنياتُه رجّت الوادي رجيج
ذاعْ صيتُه في الجزيرهْ والخليج
واشتهرْ في كلّ ساحلْ ، كلّ وادي
***
بل و غنَّى له كبار المطربين
الكلام الرائع العذب الرصين
الذي ينفح بعطر الياسمين
الذي يَعبُق شذا نرجسْ و كادي !
***
أُغنياته ساكنهْ وسْط الفؤاد
قط ما با تنتسي رغم البعاد
شَهد للأحباب ، للعشّاق زاد
كم تُردّدْ في الحَضَرْ ، أو في البوادي
***
– كلّ شِي معقول – يحفظها الجميع
– الحقيقهْ – عِطر أزهار الربيع
– عاد نحنا ما انسجمنا – شِي بديع
– إيش جابك من بلادك لا بلادي – !!
***
– ريت لك شي عين – غايَهْ في الجمال
– يوم قابلتك – كما السحر الحلال
رائعةْ – مُغرَم صَبابَهْ – شَهدْ سال
من روائع صوت ساحرْ غير عادي !!
***
رائعة – دركاه يا أهل الخلِيف –
أغنيَهْ تقطُر غزلْ طاهر عفيف
– مانسيتك ياحبيبي – يالطيف
رُدّدتْ في كلّ محفلْ ، كلّ نادي .. الخ
***
.
الهامش :
* يقصد حداد بسناد الحذو : الخاصية التي تميّز بها الشعر الغنائي الحضرمي وخاصة ( شعر الدان) مثلا :
بسألك ياعاشور عن حال البلد
ونهاية الشطر الثاني البلدة. أو قول المحضار : رح منت أول من تحداني وراح
ونهاية الشطر الثاني راحة. وفي نهاية الشطر الثالث جراح ونهاية الشطر الرابع جراحة !!
.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق