مراقبون : اتفاق الرياض انتصار سياسي للقضية الجنوبية وترتيب للأوضاع في الجنوب

الرياض ( نخبة حضرموت ) الاتحاد


يعد اتفاق الرياض، كما أجمع الكثير من المراقبين اليمنيين، انتصاراً استراتيجياً للقضية اليمنية، فهو يعيد ترتيب الأوضاع في الجنوب بإجراءات سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية تعزز مكانة وهيبة الدولة اليمنية، وفي ذات الوقت تلبي الكثير من مطالب المحتجين الجنوبيين.
ويرى المراقبون أن اتفاق الرياض الذي تم التوصل إليه بعد أكثر من 64 يوماً من المشاورات اليمنية اليمنية برعاية سعودية، قدم نموذجاً فريداً في معالجة الخلافات بين الأطراف اليمنية المنضوية في الشرعية والتحالف العربي، ومنح القضية الجنوبية انتصاراً سياسياً دون إخلال بالوحدة الوطنية مع الشمال، حيث ينص البند الرابع في الوثيقة الرئيسية بصراحة ودون مواربة على الالتزام بحقوق المواطنة الكاملة لكافة أبناء الشعب اليمني ونبذ التمييز المناطقي والمذهبي ونبذ الفرقة والانقسام. كما أن اتفاق الرياض يستند على المرجعيات الثلاث، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن رقم 2216، والتي تشدد جميعها على وحدة وأمن واستقرار اليمن وإنهاء الانقلاب الحوثي.
وأكد عدد من القيادات والنخب اليمنية أن اتفاق الرياض يؤسس لمرحلة جديدة في ظل الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي الإرهابية، مؤكدين أن توقيع الاتفاق يبث التفاؤل لمواصلة تحقيق أهداف «الحزم والأمل» التي أطلقها التحالف العربي لإعادة الأمن والاستقرار والسلام إلى اليمن.
يوم تاريخي خالد

وأكد محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني أن توقيع الاتفاق يعد يوماً تاريخياً خالداً في ذاكرة الشعب اليمني، كونه خطوة متقدمة لتحقيق العدل والمساواة وسيسجل في صفحات التاريخ السياسي في رأب الصدع الداخلي في الوطن.
وأضاف المحافظ البحسني أن دوراً بارزاً ومحورياً قامت به السعودية والإمارات في إنجاح الاتفاق الذي يترجم وقوفهم الجاد بمساعدة الشعب اليمني في الخروج من أزمته وتحقيق السلام المنشود، لافتاً إلى أن هناك برامج وخططاً قادمة وإيجابية سيترجمها الاتفاق على الميدان وسيلمسها أبناء اليمن في القريب العاجل.
وحول الدور الإماراتي في إنجاح الاتفاق قال: إن «الأشقاء في الإمارات يثبتون أنهم حليف استراتيجي وعضد قوي مع المملكة العربية السعودية في تحالفهما العربي الأصيل لنصرة الحق».
وأكد المحافظ البحسني أن هذا الإنجاز العظيم جاء في ظل أصعب الظروف التي يعيشها اليمن جراء التهديدات الحوثية والتنظيمات الإرهابية، موضحاً أن تنفيذ بنود الاتفاق سيدفع الأوضاع نحو الاستقرار والتنمية والبناء وخدمة المواطنين خصوصاً في المحافظات المحررة.
السلام خيار حتمي

بدوره، أشار الباحث في علم الاجتماع والمحلل السياسي الدكتور محمود البكاري، إلى أن الشارع اليمني متفائل بنجاح اتفاق الرياض على الأرض لعدة اعتبارات أهمها نجاح رعاة الاتفاق في تقريب وجهات النظر بين الحكومة والمجلس الانتقالي وعقلنة المواقف السياسية بالاتجاه الذي يخدم اليمن واليمنيين.
وأضاف أن «اليمنيين قد سئموا من الصراعات السياسية وهناك توجه من كل القوى الاجتماعية والسياسية ورأي عام ضاغط لفرض حالة السلام في اليمن كخيار حتمي لا مناص منه»، موضحاً أن المبادئ والالتزامات التي تضمنها الاتفاق ستدفع نحو حقوق المواطنة الكاملة وتؤسس لمرحلة جديدة تسهم في إعادة الاستقرار وتطبيع الأوضاع خصوصاً في المحافظات المحررة.
وأشار إلى أن أبناء الشعب ينتظرون بفارغ الصبر الخلاص من الأزمات والصراعات السياسية ويحلمون بالعيش في أمن والعودة إلى منازلهم التي شردوا منها جراء الحرب.
استعادة الدولة المفقودة

وأشار السياسي اليمني أنور الأشول إلى أن اتفاق الرياض فرصة تاريخية لاستعادة الدولة المفقودة ومنح الشعب اليمني استراحة ليحظى بالأمن والاستقرار، مضيفاً أن الأهم من توقيع الاتفاق هو حسن النوايا ورص الصفوف لاجتثاث الانقلابيين في صنعاء كهدف استراتيجي لجميع اليمنيين.
وأضاف أن مخرجات الاتفاق تصب في مصلحة أبناء اليمن وتمثل بداية صحيحة من أجل تصحيح الأخطاء والعودة إلى الداخل والبدء بعملية الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر إشراك المكونات اليمنية في إدارة المرحلة الراهنة وتحقيق تطلعاتهم في الخروج من الأزمة والنهوض بالبلد.
حدث تاريخي

بدوره، وصف الباحث والمحلل العسكري العقيد ركن ثابت حسين صالح أن اتفاق الرياض حدث تاريخي في مسار الحرب والسلام باليمن، لافتاً إلى أن التأييد والحضور العربي والدولي أسهم في نجاح هذا الحدث المفصلي والذي سيدفع نحو تحقيق السلام الذين ينشده أبناء اليمن منذ سنوات طويلة. وأضاف أن «توقيع اتفاق الرياض يؤسس لشراكة قوية بين المجلس الانتقالي وسلطة الشرعية والتحالف لتأمين استقرار الجنوب ومواجهة استحقاقات الخدمات والرواتب والإغاثة وإعادة البناء، وفي نفس الوقت تنسيق الجهود باتجاه استعادة الشرعية اليمنية في الشمال الذي لا يزال تحت سيطرة الحوثيين».
وقال العقيد ثابت إن نجاح اتفاق الرياض على أرض الميدان سيمكن وسيدفع بشكل كبيرة نحو الحل النهائي للحرب التي لا تزال تطحن في أبناء اليمن وتدمر كل مقدراته ومكتسباته.
نتائج مختلفة على الأرض

وأكد الكاتب اليمني محمد الصوفي أن نتائج اتفاق الرياض على الأرض اليمنية ستكون إيجابية جداً إذا ما التزم الطرفان بما تحمله الاتفاقية، وخصوصاً أنها مدعومة من أقوى حلفاء الشرعية ويراهن عليها المجتمع الدولي، كونها ستكون طاقة مضافة للطرفين في مواجهة كل من يحاول تخريب اللحمة اليمنية سواء التنظيمات الإرهابية أو الحوثيين.
وأضاف الصوفي «اتفاق الحكومة والانتقالي مهد لإنهاء النزاع السياسي بين الطرفين الأساسيين في مواجهة الخطر الحقيقي الذي يهدد السلم الأهلي الداخلي في اليمن، وهذا الخطر هو ميليشيات الحوثي، وبالتالي تسهيل عملية تشكيل حكومة مشتركة يكون مقرها عدن، ما يعني الانتباه إلى ما يحقق الرخاء للشعب اليمني».
محطة لاستعادة الأمن

وفي السياق، أكد أكاديمي وخبير اقتصادي يمني أن اتفاق الرياض محطة مهمة نحو استعادة الأمن والاستقرار ويحمل في طياته تصحيح العديد من المسارات أو على الأقل توجيهها في مسار واحد وتجاوز كل الحفر والمنزلقات التي تعاظمت عبر عقود الصراعات وأبعادها السياسية وأيضاً المجتمعية.
وأشار إلى أن جميع العقبات أمام هذا الاتفاق ستذلل بدءاً من صرف الرواتب واستغلال الإيرادات الحكومية بما يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي، ووقف تدهوره وهبوط العملة المحلية التي شهدت تراجعاً كبيراً في ظل الأوضاع المتخبطة وعدم الاستقرار في المناطق المحررة بشكل خاص.
وأضاف أن إيرادات سيتم تحويلها وفقاً لاتفاق الرياض إلى البنك المركزي اليمني في عدن وهذه خطوة اقتصادية مهمة ستسهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد وتحقيق تنمية شاملة على مستوى المحافظات المحررة واليمن بشكل عام. وقال إن استقرار الأوضاع سيسهم في استعادة عمليات إنتاج النفط والغاز الطبيعي في المناطق المحررة بشكل كبير ورفد الاقتصاد بموارد مالية كبيرة وخصوصاً أن النفط يمثل أهم مورد لليمن لم يستغل حتى اللحظة وهو خارج سيطرة الميليشيات الحوثية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق