مقال لـ: انور التميمي تعليقا على زيارة بن لزرق “من صحفي حضرمي إلى اللواء فرج البحسني”

(نخبة حضرموت) خاص


هي بدعة لم تخطر على بال ممتهني السياسة والإدارة والإعلام قبل أن تأتي بها ، ونسأل الله أن لا يتوارثها اللاحقون . 

بدعة أربكت فهمنا للعلاقة بين الإعلام والسياسة والإدارة ، فكانت لحظة إفاقة على حال واقعنا المرير في حضرموت الذي لا طعم له ولا رائحة ولا لون . 

أفقنا على انكشاف للمشهد الرسمي الحضرمي ينذر باستعداد تام مع سبق الإصرار والترصّد لتسليم الجمل بما حمل …. 

سيّدي المحافظ !

لست معنيّا هنا بالحديث عن الصحفي الضيف ، ولست بصدد تقييم مكانته وتأثيره على الرأي العام من عدمه . ولكنني معنيٌّ بمحاولة فهم دوافعك سيّدي المحافظ للإقدام على مثل هكذا خطوة ! 

لست معنيّا هنا بتتبّع خط التماهي بين الصحفي المٌحتفى به ودوائرورموز التأثير في( شرعية عبدربّه والعيسي وجلال وناصر ) لأنها واضحة للعيان ولا تحتاج لجهد لفهمها . ولكنني معنيٌّ بقرع جرس الإنذار للتنبّه لمافيا النفط التي كادت أن تطبق على مفاصل صنع القرار في المحافظة . 

ويبدو إن الزيارة هي بمثابة إعلان من طرف الشرعيّة بإتمام المهمة بنجاح . 

سيّدي المحافظ !

من حقّي المهني أن أفكّر بصوت مسموع ، ومن واجبك أن تصغي إلي !

 قلت لنفسي وأنا أرى مراسم استقبال رسمية لصحفي على غير المعتاد : 

 أ لهذا الحد يُحتفى بالصحفيين في حضرموت ؟ 

رأيت مقامكم الكريم وبصحبتكم الوكيل الأول ورمز الهبة الشعبية ، رأيت أركان المنطقة العسكرية ، رأيت كل حضرموت الرسمية بقضّها وقضيضها !! 

اجهدت ذاكرتي للبحث عن موقف شبيه في التاريخ الحضرمي فلم أجد ، واصلت البحث في أسفار التاريخ القديم والحديث عربيا وعالميا للعثور على موقف ( إحتفائي ) مشابه فلم أجد ما يشبه هذه البدعة ! 

فمالذي دفعكم إلى ذلك سيّدي ؟ 

سألت نفسي هذا السؤال وحاولت الإجابة وقلت لعلّها الرغبة في إظهار انجازات حضرموت ، أو لعلّها خطّة محكمة لكف أذى الإعلام المضاد واسكاته . 

ولكن كانت تقفز إلى ذهني بديهيات وتمنعني من الركون إلى الفرضيتين السابقتين : 

البديهيات تقول إن تسليط الأضواء على المنجزات والتصدّي للإشاعات وإسكات الأصوات المغرضة ، لا تكون بمثل هكذا بدعة ، فكان بالإمكان الترتيب لزيارة لمندوبي عدد من الوكالات والصحف العالمية ( وليكن الصحفي المحتفى به بينهم ) .. وهذه مسألة ليست صعبة وبإمكاننا أن نعينك على ذلك دون أن نظهر في الصورة ، وسبق وأن زارت المحافظة شخصيات إعلامية عالمية وكتبت بإنصاف عن مشاهداتها في المحافظة ، وكتبوا في وكالات عالمية وفنّدوا فرية السجون السريّة في ساحل حضرموت ، وكانت لكتاباتهم الأثر الحاسم في إبعاد الشبهات عن الأجهزة الأمنية في ساحل حضرموت . 

للتذكير سيدي المحافظ كنت رائعا في تعاملك معهم لأنك لم تخرج عن المألوف ولم تبتدع حينها نظريّة ( الصحفي محافظ / والمحافظ صحفي ) كنت حينها محافظا وقائدا عسكريا ، كان للزيارات أثر بالغ وحققت المرجو منها . 

الزيارات حققت المرجو منها لأنك لم تتنازل عن مقتضيات المنصب والمكانة لم ترافق الإعلاميين بنفسك ، اكتفيت بمندوب من قبلك لمرافقتهم ، أصدرت توجيهاتك للدوائر والمؤسسات لتسهيل مهمة الوفد الإعلامي وتقديم الدعم اللازم له ، ثم استقبلتهم في مكتبك وشرحت لهم الحالة في حضرموت ، سمعوا منك واستمعت اليهم .

سيّدي المحافظ ! 

هناك إرث بروتوكولي في السياسة والإدارة والإعلام ولا مجال للبدع والتجريب ! 

وخير الكلام ما قلّ ودل .


                                 الصحفي / أنور التميمي


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق