مقال للصحفي أحمد الجعيدي هل أقلعت الرحلة (الريان – إسطنبول) وانتهى الأمر؟!

منذ أن حُررت مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، من سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي، في ٢٤ إبريل ٢٠١٦م؛ تعالت الأصوات المطالبة بفتح مطار الريان الدولي المغلق آنذاك، كغيره من المنافذ الجوية والبحرية في البلاد، جراء الحرب الدائرة.فنُظمت الندوات، وورش العمل، وأقيمت الوقفات، وحشدت صفوف الناشطين والناشطات؛ وكانوا جميعهم ينادون بفتح المطار في وجه المسافرين، من المرضى وعامة الناس؛ تيسيراً لهم من تكبد مشقة السفر براً إلى مطار صلالة بسلطنة عُمان، أو حتى بعد افتتاح مطار سيئون الدولي، والذي لم يحظى بنفس الحملات المنظمة لفتحه رغم إغلاقة!في الوقت ذلك كان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن يتخذ من المطار مقراً مؤقت له لقيادة عملياته العسكرية والإغاثية، وذلك لما يتوفر من عوامل أمنية لموقع المطار الاستراتيجي، كونه يحوي مدرجات جاهزة لإقلاع الطائرات، كما أنه يحوي منفذاً مباشر إلى البحر، وغيرها من التحصينات الجاهزة نوعاً ما.كما أن التحالف لم يغفل حينها عن حاجة الناس لعودة ذاك المرفق الحيوي الهام، فباشرت دولة الإمارات العربية المتحدة بإعادة تأهيل ما دمره تنظيم القاعدة الإرهابي من البنية التحتية للمطار، وتوفير أجهزة الأمن والسلامة والملاحة الخاصة بالمطارات وبأعلى المواصفات، وتدريب الكادر الخاص بالمطار على استخدام تلك الأجهزة والمعدات الحديثة.ولأن الأمر كان حقاً يُراد به باطل؛ انكشفت الأوراق المخفية من اللعبة القذرة التي تبناها حزب الإصلاح الإخواني، وأذرعته بالحكومة اليمنية، فعُرقل افتتاح المطار بعد إتمام تجهيزه، لتتواصل تلك الحملات المطالبة بفتح المطار بتمويل إصلاحي عبر مؤسساته وكياناته الظاهرة والخفية، في محاولة لإلقاء اللوم على التحالف العربي ودولة الإمارات العربية، عدوهم اللدود هم وبقية الإرهابيين الذين على شاكلتهم!حتى أعلنت السلطات المحلية بمحافظة حضرموت، ممثلة في محافظ المحافظة اللواء الركن فرج سالمين البحسني جاهزية المطار وافتتاحه بدعم إماراتي، نهاية نوفمبر من العام الماضي ٢٠١٩م، وتسيير عدد من الرحلات من وإلى المطار، لتسكت كل الأبواق الإخوانية المتهمة للإمارات بإغلاق المطار، وتنتهي كل تلك الحملات والوقفات والندوات!واليوم ترفض وزارة النقل اليمنية، التي يتسيدها الوزير الموالي للإخوان، والمعادي للتحالف؛ صالح الجبواني تسيير الرحلات الجوية من وإلى مطار الريان الدولي، وتساندها في ذلك الهيئة العامة للطيران اليمني، التي تدار هي كذلك بدماء إخوانية، كل ذلك بهدف إحراج التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة، بعد إعلان فتح المطار، ضاربة بمصالح المواطنين عرض الحائط!ولكن هذه المره فقد الإخوانيون القدرة على الكلام واللوم والاتهام، فلم يعد لهم من المبررات ما يُستهلك ضمن حملاتهم ووقفاتهم وندواتهم، وفضل ناشطوهم السكوت وانتظار تعليمات الممول، حتى ظن المراقب للمشهد اليمني؛ أن مطار الريان قد انقضت الحاجة من فتحه، وأقلعت الطائرة من الريان إلى إسطنبول حاملة كل ناشطي وناشطات الإخوان المطالبين بفتح المطار، وقضيت حاجتهم!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق