باحثون فرنسيون لـ « البيان»: تلاعب قطر بعقول الشعوب أصبح مكشوفاً

(نخبة حضرموت) متابعات

حالة من الجدل سادت داخل الأوساط الإعلامية والأمنية في باريس خلال الأسبوع الماضي، بعد انتشار أخبار وتقارير إعلامية وأمنية وكتب استقصائية حول دور المال القطري المشبوه للتلاعب بعقول الرأي العام في أوروبا وشمال أفريقيا، لفرض أجندات سياسية وفكرية وتأجيج الصراعات داخل العديد من الدول المحورية والمؤثرة في العالم، في إطار ما أسماه خبراء بـ«اللعبة القطرية» التي يهواها حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق ووالد الأمير الحالي، وذراعه الأيمن حمد بن جاسم، رئيس الوزراء الأسبق، وهو ما أثر بشكل خطير على العلاقات الدولية وأمن وسلام العديد من الدول، كاشفة الأذرع الفكرية والدبلوماسية لهذا المخطط وعلى رأسهم «طارق رمضان، وعزمي بشارة، وغيرهم» وعدد من الكتاب المأجورين في أوروبا وشمال أفريقيا.

كشف المستور

وقال، ميشيل دوراس، مسؤول غرفة الأخبار بقناة «تي إن أي» الفضائية الفرنسية والصحفي المتخصص في الشأن الدولي لـ«البيان»، إن تقريراً صادراً مؤخراً عن وكالة «تراكفان» الحكومية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية الفرنسية والمتخصصة في مكافحة الاحتيال المالي وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب، أكد تلقي طارق رمضان المتهم في عدد من قضايا الاغتصاب، وحفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة، السويسري الجنسية والمقيم في فرنسا، راتباً شهرياً كبيراً قدره «32 ألف يورو» شهرياً منذ العام 2012، للمساهمة في نشر أفكار تدعم أجندة الإخوان المسلمين في أوروبا، وقامت المؤسسة المانحة له بتمويل مدارس ومراكز تعليمية في العديد من دول أوروبا لنفس الغرض، وهو ما كشفته العديد من الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية مؤخراً، وتدور حالياً أحاديث حول تقارير أمنية تؤكد تورط دبلوماسيين قطريين لدى باريس في تمويل فعاليات وأنشطة ومدارس ومؤسسات دينية بعضها تم حظره مؤخراً، وهو أمر تناوله تقرير مركز «الدراسات اليمينية» للمؤلف فرنسوا بورجات، وهو ضمن سلسلة من الدراسات الممتدة منذ العام 2016 يكشف دور الأنظمة والكيانات الرسمية وغير الرسمية في دعم أفكار الجماعات والتيارات الدينية في أوروبا وشمال أفريقيا، كما كشفت منظمة «تراكفان» عن تقديم طارق رمضان لتمويل أو دعم مالي لجمعيتين خيريتين هما «أفق، والهدف النبيل» إحداهما أغلقت في فرنسا بقرار حكومي مؤخراً، كما كشف الصحفيان كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو، من خلال كتابهما الاستقصائي «أوراق قطر» فصولاً كثيرة عن تمويل النشاط الفكري المتطرف في أوروبا، وهو حديث فرنسا حالياً.

شبكة ترويج السموم

وأضاف، فكتور فانون، الضابط السابق بإدارة الأمن الوطني بباريس، أن هيئة الرقابة البريطانية على الإعلام «أوفكوم» أعدت تقريراً مؤخراً تناولت قناة (TFI) الفرنسية أجزاء منه، وأكد أن أموال قطر لدعم تلفزيون «العربي» وصحيفة «العربي الجديد» المملوكين لشركة «فضاءات ميديا» الصادرة من لندن لصاحبها «عزمي بشارة» ذراع تنظيم الحمدين ومروج أفكاره، إلى جانب قناة «الشرق»، التي تعمل بشكل مباشر على نشر الفتن في العالم العربي، بهدف دعم أجندة الإسلام السياسي وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين التي تأوي الدوحة أغلب قياداتها الهاربين من مصر.

وكشفت تقارير أمنية بريطانية عن تولي دبلوماسي قطري كبير لدى المملكة المتحدة مهمة نقل الشيكات والأموال، وتقديم الدعم لهؤلاء الأشخاص الذين يمثلون دور الذراع الفكرية والإعلامية من لندن، ومعهم مجموعة من أذرع الإخوان الفكرية أو الثقافية الذين تم تدجينهم ودعمهم بالمال وتلميعهم في قنوات الإخوان وفي صحف تابعة لهم في العديد من الدول العربية وخاصة شمال أفريقيا، وهؤلاء حتى الآن يتلقون أموالاً طائلة من تنظيم الحمدين عن طريق سفارات قطر في دول عربية، ومعلومون بالاسم والوظيفة لأجهزة الأمن في الدول العربية وحتى للأنظمة الغربية، وبعد افتضاح أمر هؤلاء مؤخراً لا سيما بعد إثارة قضية طارق رمضان نجل مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي منذ عام 2015، تم حصارهم في أوروبا تحديداً، وقد ألغت السلطات الفرنسية منذ عام 2015 حتى اليوم عشرات الندوات والمؤتمرات التي كان من المقرر أن يحضرها رموز تنظيم الإخوان كمتداخلين ومنشطين لهذه الندوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق