مقال لسليمان مطران :الاطباء ضحايا استهتارنا …

كما هي العادة اليومية مررتُ على ما دوّنه بعض الاطباء ممن لا يخفون شيئا عما قد يعانيه المجتمع فرادا وجماعات وقت ان تغزوه جائحة مثل كورونا لا قدر الله .الاطباء اكثرنا تخوفا على حياة الانسان فما بالكم ان يكون ذلك الانسان مصابا او مريضا او به أذاى .الاطباء وإن كانوا ملائكة الرحمة فهم بشر يمتلكهم الخوف والفزع والقلق على حياتهم ، والحياة عندهم محبوبة مثلما هي عند كل البشر والحيوان وغيرها من مخلوقات الله سبحانه وتعالى فمالذي يجبرهم رميّ أنفسهم الي التهلكة .. طالما وان الناس يرغبون ومصرين على خوض تجربة التهلكة ، نتيجة لاستهتارهم بما يُقيهم الاصابة بالامراض المختلفة ومنها ما هو آخذا في الانتشار العالمي ( كورونا ) .هذا المكون الصغير جدا جدا جدا الذي ضرب أروع الامثلة في الديمقراطية ، فلا يفرق
بين رئيس ووزير وغفير
وبين مواطن عادي واخر عالي
وبين اسرة غنية و اخرى فقيرة .
ولا يفرق بين بلدان متطورة واخرى متخلفة فغزاها جميعا دون ان تقف في طريقه قوة عسكرية
ولا تكنولوجيا حديثة ..
ولا شبكات عنكبوتيه
ولا تجسسات مخابراتيه
الكل امامه متساويين في الحقوق والواجبات .ولهذا نجد اكثر الناس تخوفا هم الاطباء كونهم وحدهم من سيواجهون وبائين في آن واحد ، وباء كورونا (الديمقراطي) ووباء الاستهتار (الشعبوي) ولهذا فهم اكثر الناس مواجهة للخطورة فخوفهم على حياتهم مشروع في هكذا مجتمع لا يبالي .كتب احدهم مغردا : (حال الشعب اليمني مع حقيقة وجود وتفشي فيروس كورونا في اليمن
مثل حال بني إسرائيل مع نبي الله موسى : ((يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ)). ربي لطفك لطفك ) .نرجوكم ايها (الشعبويون) تجنبوا الثرثرة ولا تكونوا في تعنتكم مثل تعنت بني اسرائيل فتصعقناجائحة كورونا
(وانتم تنظرون) .وكتب أخر : ( بحت أصواتنا نطالبكم اهلنا واحبتنا بلزوم بيوتكم وعليه فنحن نناشدكم لزوم بيوتكم او سنلزم بيوتنا نحن الاطباء. الأمر جلل ولايحتمل الهزل فستذكرون ما اقول وافوض امري لله ) .هذان نموذجان من معاناة اطباء حضارم
أفقهوا قولهم .. وتمعنوا في كل كلمة كتبوها .. وكررتها لكم نيابة عنهم … فعلا الامر لا يحتمل الهزل … ولا نرغب ان يصيبنا ما أصاب اقوام قبلنا نتيجة تعنتهم واستهتارهم وتكذيب ما قيل لهم .واخيرا نقول : (انتهت جائحة كورونا في الأردن ..
فكان نصف العلاج ثقافة المجتمع
والنصف الآخر عصا السلطة) اما ثقافة المجتمع عرفناها ،
فنعول هنا على عصا السلطة .. فما دامت عصا السلطة مكسورة .. سننسكر نحن وسينكسر معنا مجتمعنا .لطفك يا كريم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق