مقال للكاتب الحضرمي سليمان مطران :سيئون وعدم الإنحياز 

سيئون (نخبة حضرموت) خاص


بقرأة ٍ متأنية ٍ ، وبنظرة ٍ غير تأويلية ٍ لواقع ومعيشة وحركة كل الناس في مجتمعنا .. يتوافر مجموعة متناقضة من العوالم الخاصة لكل فرد .. واقعية ، فكرية ، سلوكية ، تأفّفية ، لدرجة أن من رأى احدهم شارد الذهن ، يطيل التفكير ، 

غير متفاعل ، يُقال له : ( في عالمه الخاص ) . 


هذا التفرد بالشرود ليس مرضا نفسيا ، ولا هو حالة تمرد وانما هي دقائق معدودات للعودة الي العقل والتفكير والتدبُر ، يحتاجها العقل الانساني كلما شعر بلحظة التبلد وعدم التصرف في حل مسألة فاتته ، او هي حالة مثلثة الاماكن تعَّود عليها الانسان الحضرمي في حركته اليومية ( البيت ، المسجد ، العمل ) .



قد تكون قوة العادة في ممارسة نشاط او عمل ما أشغله عن ترك ماهو في عيون الاخرين( واجب ) وينظر اليه ( عادي ) ويا مكثر عاداتنا التي افقدتنا ركائز واجباتنا .



اذا ًفمثل هذا العالم الخاص تفرضه ممارسات وسلوكيات ناس على اخرين ينعكس ذلك ايضا على البلد وقت ان تكثر حالات (الخاص ) فيصبح المجتمع والبلد معزولا لحاله يتجرع المتناقضات بمفرده ، لا يستنكر القديم ولا يتعاطى بفكر ايجابي مع الجديد فيعيش المواطن ( الصامت ) تحت وطأة عدم الانحياز ( اللا سياسي ) . 


تلك ( الوطأة _ ماسيبي _ ) هي التي ( سلّمت سيئون ) من خراب الحروب وفاشيين المراحل وهو ما تعانيه عدن وما حولها ، وصنعاء وطوقها ،

ليست ( وطأة ) الخوف مثلما ينعتنا بها الاخرون وإنما هي احدى استراتيجيات السياسة المتحضرة لتجنيب البلد عنف ومتناقضات المراهقة السياسية وبها أصبحت سيئون حاضنة لكل النازحين مرحبة بكل ملهوف ومفزوع اومنزوع منه دسم الوطنية ممن لا يذكرون مدينتنا ولا مواطنينا الا وقت الشدة والحاجة والمصلحة ، بمن فيهم المتنكرون في حفل نواب الشعب ممن اذا سألت احدهم عن سيئون لا يعرفها مادام لا بحر فيها ولا 《شارع الهرم》 .


أين كنتم ايها النواب منذ عام ١٩٩٤ م حتى ابريل ٢٠١٩ م في زمن زعيمكم ، احزابكم ، رخائكم ، نعيمكم وغطرستكم ؟

التي افقدت سيئون كل شي . 

وافقدت مواطنيها كل شي . 

وافقدت ابنائها فرص الابتعاث خارجيا والدراسات التخصصية العليا وغيرها من مسالك العلم التي تُبنى بها الاوطان ويتطور الانسان .


مالذي اقترفته سيئون ومدن الوادي الاخرى طيلة سنواتكم العجاف و عهودكم ( العياف ) حتى تُعامل معاملة الجيفة على قارعة الطريق تمرون فوقها وتبصقون عليها ياللعار  . 



ابناؤنا لا يرغبون في مناصبكم لكنهم يرغبون خدمة وطنهم بالعلم والمعرفة والنظام والقانون ضمن سياستهم الاجتماعية في ( عدم الانحياز ) للسيئين .


تلك السياسة الاخلاقية جعلت سيئون تُحضى بالنظرة الفوقية من قبل كل المسئولين في المركز ولا نُبرئ الحكم الشمولي مما اصابنا واصاب بلادنا .


مواطنونا لا يرغبون في شيء غير الكرامة وحق المواطنة والتمتع بكامل الحقوق التي انتزعتموها بالمصادقة برفع اياديكم  ايام عزكم وطفرتكم وغطرستكم  .


حين تكون مدينتي في زمن الحرب في أمن وآمان وعيش كريم ومواطنها الاصلي لايقف في طوابير سلال الاغاثة والاهانة والرذالة السياسية الاستقطابية ، فإن أصالتنا وحضارتنا وحضرميتنا وهويتنا مستهدفة .



فكم انتي مبهرة بالمتناقضات ايتها المدينة الجميلة .. ففي الوقت الذي تشهد فيه شوارع وازقة وكل موضع قدم في كوالالمبور استعدادا غير مسبوق لحفل الأوركسترا الحضرمية للدان الحضرمي ومقطوعات مستوحاة من التراث الحضرمي الفني الاصيل ..


تصحو مدينتي على عشوائية اطلاق النار في الاعراس وعلى عزف المزنجرات وكاسحات الالغام والباتوريوت وكل انواع البارود الصلب والسائل والغاز .. 


فسلام عليك يادولة عدم الانحياز .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق