مقال لـ: الإستاذ فرج عوض طاحس إئتلاف جنوبي بنكهة شمالية !!

(نخبة حضرموت) خاص


بعد مخاض عسير أخيرا تم إشهار ما أطلق عليه بالآئتلاف الجنوبي  في السابع من ديسمبر  2019 م في منتجع الماهر بمدينة سيؤن بحضور  خليط من الشخصيات المحسوبة على حزبي المؤتمر والإصلاح وأعضائهما ، ومدراء عموم مؤسسات الدولة ومرافقها ، وبعض الشخصيات السياسية والقبلية  المنتقاة بعناية والتي ترتبط بعلاقات ومصالح بالسلطة القائمة ورموزها  ، وفي ظل إجراءات أمنية مشددة واستنفار عسكري واسع وانتشار  لعشرات الأطقم العسكرية من قبل قوات المنطقة العسكرية الأولى  وقوات الأمن المركزي المدججة بالسلاح والهراوات  والقنابل المسيلة للدموع لمواجهة  تلك الإحتجاجات  والدعوات الرافضة  لإشهار هذا الإئتلاف ، والعجيب  إن هذا الإشهار يتم  تحت حماية  هذه القوات التي يعتبرها الكثير من أبناء الوادي والجنوب  قوات إحتلال  ، غاب  عن هذا الحفل علما الجنوب وعلم اليمن  وحل محلهما  شعار المنتدى ، المشكلة ليست  في إشهار هذا الكيان أو ذاك ، أو غيره من هذه الكيانات ، لكن المشكلة في مَنْ يقف وراء هذه التكوينات  ويدعمها والأهداف التي تسعى لتحقيقها ،  فهذا الكيان  من خلال  الوجوه الحاضرة وماضيهم وحاضرهم  السياسي لايعبر بحال من الأحوال  عن معاناة أبناء حضرموت واديها وساحلها وعن معاناة أبناء الجنوب وتطلعاتهم  في الحياة الحرة  الٱمنة المستقرة الخالية من الإرهاب والقتل والتقطع   والنهب للثروة  ، بل الحاضرون  هم جزء  من نظام سابق   وقائم طالما عانى ويعاني منه أبناء حضرموت  والجنوب تحالفوا مع القوى النافذة والمتسلطة القادمة من الشمال بعد حرب صيف  94 المشوومة على الجنوب  بتكويناته  المدنية والعسكرية ،  وها هي اليوم تريد  إعادة إنتاج نفسها ونظامها في شكل هذا الإئتلاف الذي للأسف  لايحمل من الجنوب إلا إسمه فقط ، وهو في حقيقة الأمر معاد لتطلعات  الجنوبيين وحقهم في تقرير مصيرهم ورؤيتهم للمستقبل  الذي يتطلعون إليه ، واستعادة دولتهم ، بعيدا عن الحرب أو التهديد بها ، التي تحاول القوى النافذة في الشرعية التلويح بها وحشد قواتها في إتجاه شبوة وأبين وحضرموت  ، بدلا عن توجيهها  نحو جبهات الحرب في الشمال ، وفقا لما تظمنته إتفاقية الرياض بين الإنتقالي الجنوبي والشرعية ، لتحريره من قبضة الحوثيين  الذين يُثَبَّتُون سلطتهم  يوما بعد يوم ، والشرعية  وجيشها الوطني  مشغولان   بحبك المؤامرات والدسائس والعدوان  ضد الجنوب ، وتفعيل نشاط خلاياهم الإرهابية النائمة.  


 إن رفضنا  لهذا الكيان  أو غيره من الكيانات التي لم تأت  لرفع المعاناة  والظلم والتهميش  والقتل  والنهب لثروات هذه المحافظة والجنوب ، وإنما أتت لتكرس نفس الواقع  بأساليب جديدة  وبشعارات جاذبة ، لعلها تستغفل أبناء حضرموت والجنوب لتمرير مشاريعها المشبوهة ، لكن أبناء حضرموت والجنوب مدركون لهذه المخططات          و سيُفْشِلونَهَا حتما ، نابع عن موقف سياسي  ودفاع عن حقوق شعب إسمه الجنوب ، تعرض ويتعرض للعدوان والقتل  والإرهاب والتجويع  والإذلال منذ حرب 94 م  حتى اليوم بإسم مشروع سياسي فاشل  إسمه الوحدة ، لم يكن للجنوبيين أيَّ ذنب ٍ في فشلها ، بل قدم الجنوبيون  الكثير من أجلها  ، دولة ونظام وأرض وثروة  وشهداء ، وفي المقابل كان نصيبهم التهميش والإقصاء ، والحرمان من أبسط حقوقهم كالمرتبات ، والكهرباء وغيرها من الخدمات ، والأمن الذي أفتقده الجنوبيون وأخذ الإرهاب يحصد أرواح العشرات ، بل المئات من أبنائهم  . إنّ مصير هذا  الإئتلاف  سيكون مصير تلك المكونات التي سبق أن تم إنشاؤها  ، سينتهي بمجرد نفاد الملايين التي  رصدوها ونهبوها من المال العام على حساب  المواطن  الغلبان  المطحون بنيران الحرب وإرتفاع الأسعار ..


 سيئون / حضرموت

الإستاذ / فرج عوض طاحس 

الخميس الثاني عشر من ديسمبر  2019 م

الخامس عشر ربيع الثاني  1441هجرية .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق