مقال لـ: الإستاذ / فرج عوض طاحس لمصلحة مَنْ يتم عرقلة جهود التحرير  وتحسين   أوضاع  المناطق المحررة ؟

(نخبة حضرموت) مقالات

لقد كان الحدث الهام والإيجابي الذي أختتم به عام 2020 م على صعيد الأزمة اليمنية ، هو تشكيل حكومة المناصفة بين الشمال والجنوب على الرغم من حادث المطار الإجرامي الذي استقبلت به هذه الحكومة ، حيث راح ضحية لهذا العمل الغادر العشرات من الضحايا من المدنيين والعسكريين ومن موظفي المطار ، لكن المُلَاحظ منذ عودة الحكومة إلى قصر المعاشيق ، أن حركة تنفيذ اتفاق الرياض 2 بشقيه العسكري والسياسي تكاد تكون موقفة لم نسمع عن أية انسحابات للقوات المتواجدة في أبين وشبوة وحضرموت وتوجهها نحو جبهات الحرب مع الحوثيين ، بل كل مانسمع عنه ونراه أنه لا زال هناك تكديس وتعزيز لهذه القوات وتحركات عسكرية مريبة ومشبوهة توحي بأنه هناك شيء ما في الخفاء يعد، متزامنة مع نشاط إرهابي زادت وتيرته منذ عودة الحكومة إلى عدن ، من استهداف للأجهزة الأمنية وتفجيير للعبوات الناسفة والقنابل الصوتية، ونشاط إعلامي معادي تحريضي، غابت عنه الروح التصالحية من تلك القنوات والمواقع الإعلامية النشطة التابعة للأخوان، مما يوكد أن الصقور من الإخوان وغيرهم المهيمنين على الشرعية المعادين لإتفاق الرياض والمصرين على إن تحرير صنعاء يمر عبر إعادة إحتلال الجنوب، لازالو هم المتحكمون في المشهد السياسي والعسكري الذين وافقوا على تشكيل حكومة المناصفة بمضض نتجة لظغوطات التحالف السعودي، كما إن تحركات حكومة المناصفة بطيئة ورتيبة التي كان المواطن يضع عليها أمالا كبيرة في اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لإيقاف التدهور المستمر في سعر الريال اليمني الذي شهد تعافيا ملحوظا بعد تشكيل الحكومة المناصفة وعودتها إلى العاصمة عدن ، ثم يعود للإنتكاسة ليتجاوز أل 200 ريال يمني للريال السعودي الواحد بعد أن هبط إلى 165 ، مما عكس نفسه على حياة المواطن ، حيث ظلت الأسعار مرتفعة وزادت معاناة المواطن ، كما لم تشهد الخدمات أي تحسن ، أضف إلى ذلك أن مرتبات العسكريين المتوقفة منذ شهور لم تدفع بعد فقط هناك وعود ، وقد أكتفى بعض وزراء الحكومة بالظهور أمام بعض أجهزة الإعلام وإلتقاط صور تذكارية مع بعض المواطنين وتصوير ذلك وكأنه انتصار ، ناسيين أن مهمتهم هو رفع المعاناة عن هذه المدينة التي تسببت فيها تلك السياسات الإنتقامية لحكومات الشرعية السابقة ، وكذلك الاستعداد لتوجيه القوات نحو جبهات الحرب حيث المواجهة مع الإنقلابيين الحوثيين لاستعادة السلطة الشرعية المختطفة منذ 2014 م ، ووضع نهاية للنفوذ والتدخل الإيرانيين في اليمن في محاولة منهم لسلخه عن عمقه العربي ، في هذه المرحلة حيث الظروف مهيأة بعد التصنيف الامريكي للحركة الحوثية بالإرهاب ، يجب ألا يعلو صوت فوق صوت معركة إعادة الشرعية وهزيمة المشروع الفارسي في اليمن الذي بدأت ملامحه في صنعاء واضحة في الإحتفاء بمرور عام على مقتل السليماني في العراق على أيدي الأمريكيين ، أي تهاون أو إلتفاف على هذا النهج يجب أن يقابل بالرفض والعقاب والمقاطعة والتشهير من قبل كل القوى السياسية ومن التحالف بشكل خاص وبدرجة أساسية من قبل اللجنة العسكرية السعودية التى تتولى الإشراف على تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض 2 ، لكن على مايبدو حسب ما تؤكده الكثير من المؤشرات والدلائل أن القوى المهيمنة على القرار في الشرعية لازالت مشغولة بالجنوب وبالمجلس الإنتقالي الذي أضحى شريكا لهم في الحرب والسلم ، وهذا مايرفضونه رفضا باتا ، فمعركة التحرير بالنسبة لهم ، فهي مؤجلة حتى يتم القضاء على الإنتقالي ومشروعه السياسي الذي ينادي به ،وهذا يجعلنا نشك في قدرة حكومة المناصفة النجاح في العمل على انتشال الأوضاع المتردية في المناطق المحررة أو في استعادة الشرعية المختطفة ،لكن فلتترك ساحة للأمل وتُعْطَى هذه الحكومة ووزراؤها فرصة ٌ لإثبات حسن النوايا والجدية والأيام القادمة كفيلة بالحكم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق