معركة طرابلس تضع المشروع الإخواني القطري على المحك

(نخبة حضرموت) العرب اللندنية


دخلت معركة استعادة العاصمة الليبية طرابلس من قبل قوات الجيش الليبي، مرحلة اقتربت كثيرا من الحسم الميداني، عكستها التطورات المُتسارعة التي تدفع جميعها نحو التأكيد على قرب انتهاء فصولها، بما يؤسس لمشهد جديد بحسابات ومعادلات ستقلب موازين القوى، وتقوّض المشروع الإخواني القطري والتركي في المنطقة.


وفرضت مجريات الواقع الميداني في محيط العاصمة طرابلس، إيقاعها على منظومة الإسلام السياسي بميليشياتها المُسلحة الموالية لجماعة الإخوان المسلمين، التي استنفرت صفوفها بإيعاز من قطر التي باتت تستشعر انكفاء أذرعها.


وبدا واضحا أن هذا الاستنفار يعكس ارتباك منظومة الإسلام السياسي، من خلال ردود الفعل التي تتالت منذ إعلان قطر عن “قلقها البالغ” إزاء ما وصفته بـ”التصعيد العسكري الخطير” في ليبيا، حيث سارعت حركة النهضة الإسلامية في تونس برئاسة راشد الغنوشي، مباشرة بعد ذلك، إلى التحذير من أن “النزوع إلى التصعيد العسكري يمثل خطرا على أمن المنطقة واستقرارها”.


وعلى عكس تصريحات الغنوشي السابقة التي أكد فيها التزام حركته بالموقف الرسمي التونسي إزاء القضايا الإقليمية والدولية، اصطفت حركة النهضة في بيانها إلى الموقف القطري، حيث استنكرت فيه ما وصفته بـ”التدخل السلبي لبعض الأطراف الأجنبية، الإقليمية والدولية في الشأن الليبي”.


ويكشف هذا الموقف بما تضمنه من اصطفاف واضح، ازدواجية خطاب الغنوشي، كما يؤكد على أن المركزية الإخوانية أصدرت تعليماتها بالاستنفار.


ووصف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين “التنظيم الدولي للإخوان”، الأحد، تحرك الجيش الليبي المدعوم من مجلس النواب في مدينة طبرق، صوب العاصمة طرابلس بـ”عدوان غاشم (..) ومؤامرة مدعومة بأموال عربية”.


ويتناغم بيان حركة النهضة الإسلامية، مع موقف قطر والتنظيم الدولي للإخوان، وموقف حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، الذي رفض فيها تحركات قوات الجيش الليبي ووصفها بـ“التصعيدية“.


وستعمق عملية الجيش الليبي في العاصمة طرابلس، مأزق الجماعات الإخوانية، بما ستُفرزه مُجرياتها الميدانية من معطيات سياسية جديدة تتجاوز أبعادها تنظيمات الإسلام السياسي، لتؤثر مباشرة على حكومة فائز السراج التي أظهر الواقع أنها ما زالت رهينة حسابات ومعادلات خاطئة.


ودفعت تلك الحسابات السراج إلى الاصطفاف إلى جانب الميليشيات المُسلحة، حيث أعلن حالة النفير، محذّرا من “حرب لا رابح فيها”، وأن حفتر “لن يجد منّا إلا الحزم والقوّة” وذلك في إشارة إلى تحرك الجيش الليبي نحو العاصمة طرابلس.


وتعقيبا على ذلك، قال عضو مجلس النواب الليبي، إبراهيم الدرسي في اتصال هاتفي مع “العرب” من بنغازي بشرق ليبيا، إن السراج الذي شرعن وجود الجماعات المسلحة المُرتبطة بالأجندة القطرية المتطرفة، يُدرك أنه لا وجود لقوات ليستنفرها، بل ميليشيات مُتطرفة، وهو بذلك يدفع بالشباب الليبي إلى الهلاك في مواجهة الجيش.



وشدد الدرسي على أن تهديدات السراج ووعيده تأتي في الوقت الضائع، مؤكدا في المقابل على أن تحرك الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، يستهدف فرض الأمن والاستقرار وإنهاء حالة الفوضى المستشرية في العاصمة طرابلس، وأن هزيمة جماعة الإخوان ومن تحالف معهم في طرابلس، باتت وشيكة.


وتأتي هذه القراءة وسط تقديرات عسكرية تُشير في مُعظمها إلى أن الـ72 ساعة القادمة ستكون حاسمة، مُستندة في ذلك إلى جملة من المعطيات الميدانية التي بددت الالتباسات التي رافقت بدء هذه العملية العسكرية.


وقال رئيس مركز دراسات شؤون الأمن العالمي، والأستاذ المحاضر بأكاديمية دفاع حلف “الناتو” وقيادة العمليات المشتركة للحلف، اللواء أركان حرب سيد غنيم، إن التطورات الميدانية تؤشر إلى أن عقارب ساعة الصفر بدأت بالدوران باتجاه حسم المعركة في أقرب وقت مُمكن.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق