مقال لـ: عادل العبيدي بذرة التصالح والتسامح الجنوبي

(نخبة حضرموت) خاص


  حب الجنوب (الوطن الأرض الهوية) و الفخر بالانتماء إليه والحفاظ علية ، كان هو الذروة التي من أجلها زرعت بذرة التصالح والتسامح الجنوبي التي نحتفل هذا العام بذكراها ال (14 ) ، رواد النضال الجنوبي أدركوا هذه الأهمية ، فكانت هذه البذرة هي اللبنة الأولى في نضالهم ضد الاحتلال الزيدي ، وكانت هي العنوان الأكبر والابرز الذي انتشر في كل أرجاء الجنوب يذكرهم أنهم أصحاب دولة ، يبشرهم أنه قد حان وقت النضال من أجل استعادة تلك الدولة ، لتكون بذرة التصالح والتسامح الجنوبي هي العنفوان الذي صفع خد نظام صنعاء ، ينبهم ان نشوة 1994/ 7/7 ، التي ازهقت ماسمي باتفاق الوحدة اليمنية واستحلت الجنوب  ، لن تدوم طويلا ، وأن القادم سيكون لشعب الجنوب نضال وتضحية وفداء ونصر نحو استعادة الدولة الجنوبية .

وبالنظر إلى محاولة القوى الشمالية تعكير صفو النضال الجنوبي من خلال اللعب بورقة المناطقية والتحريش بين أبناء الجنوب عن طريق بعض الأشخاص الجنوبيين الذين أعطوهم الثروة ومنحوهم السلطة من أجل  شراء أفراد وجماعات وقبائل جنوبية ليكونوا هم سندهم في اللعب على تلك الورقة الخبيثة ، نجد انه وبرغم ماكان لهم من الثروة والسلطة إلا أنهم لم يستطيعوا التفريق والتحريش بين أبناء الجنوب ، ولم يستطيعوا أن يحرفوهم عن مسار خطهم النضالي ، وكثيرة هي المكونات والائتلافات التي بتأسيسها حاولوا التعطيل عن  الممثل الشرعي للجنوب  (المجلس الانتقالي الجنوبي ) لتفريخه  والتقليل من شعبيته إلا انهم خابوا وخسروا ، وهذا يثبت نماء بذرة التصالح والتسامح الجنوبي واتساعها حتى وصلت إلى أبعد المناطق الجنوبية ، وكانت هي الأساس في تكوين ذلك الوعي الشعبي الجنوبي الموحد ، الذي لم تستطيع أختراقه اوتفكيكه أغراءات ثروة وسلطة نظام صنعاء وأعوانهم .

وما يزيد من تأكيدنا على أن مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي قد استطاع أن يقضي على كل تلك الخلافات السياسية الجنوبية السابقة التي كان سبب إشعالها بين أبناء الجنوب الواحد هم المنطوين تحت مسمى الجبهة الوطنية الشمالية ، مانراه اليوم من وحدة الصف العسكري الجنوبي الذين يتوافدون من مختلف مناطق الجنوب للدفاع عن المحافظة او الجبهة المشتعلة فيها القتال مع الحوثيين والإخوانيين ، اكان ذلك في عدن او شبوة او ابين او لحج او الضالع أو حضرموت او المهرة او سقطرة ،  وأيضا ما نلتمسه من تعاون منقطع النظير في مختلف الخدمات والمساعدات  بين قيادات وأعضاء المجالس الانتقالية في المحافظات الجنوبية ، وما هذه اللحمة النضالية الجنوبية التي نراها ونلتمسها اليوم  وهذا السلام الجنوبي الجنوبي إلادليل ثمرة بذرة التصالح والتسامح الجنوبي .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق