التعليم الإلكتروني من خلال قاعات جوجل الإفتراضية

سيئون (نخبة حضرموت) خاص


لا شك أن التحول إلى التعليم الإلكتروني في وقتنا الحالي أصبح ضرورة ليس فقط بسبب الظروف الراهنة المرتبطة بوباء كورونا والإضطرابات الأمنية التي تعاني منها بعض المناطق وإنما لأن التطور الإلكتروني أصبح وسيلة مهمة للتعليم في وقتنا الحالي، ويمكن أن يُستخدم التعليم الإلكتروني كوسيلة مساعدة للتعليم التقليدي أو ربما بديلاً عنه إذا تعذر حضور الطلاب  إلى الكليات والمعاهد والمدارس كما هو حاصل في معظم الدول في هذه المرحلة.


ولكن قد يقول بعض الأساتذة أن بلادنا ليست مثل الدول الغنية وكلياتنا ومعاهدنا ومدارسنا لا تمتلك منصات للتعليم الإلكتروني، وهذا صحيح، ونضيف إلى ذلك أن توفير تلك المنصات يحتاج إلى وقت وجهد كبير لتأهيل الأساتذة والطلاب وكذلك يحتاج إلى ميزانية كبيرة لا تتوافق مع الوضع المالي لكلياتنا ومعاهدنا ومدارسنا.


فما هو الحل؟


لابد أن تبدأ الكليات والمعاهد والمدارس بوضع الأسس الصحيحة للتعليم الإلكتروني، والأفضل أن يتم ذلك تحت إشراف الوزارات الثلاث المعنية وهي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم الفني والمهني، وبذلك سنضمن نجاح التعليم الإلكتروني وتحقيقه للأهداف المنشودة. 


ولكن ما ذُكِر أعلاه يحتاج إلى وقت للتنفيذ، لهذا أضع بين أيدي القارئ حلاً عاجلاً وسريعاً ومجاني وهو أن يستخدم الأساتذة قاعات المحاضرات الافتراضية التي توفرها شركة جوجل مجاناً لخدمة التعليم، وهي عبارة عن قاعات افتراضية يستطيع من خلالها كل أستاذ تسمية قاعته باسم المادة التي يدرسها، ويمكنه وضع الملاحظات والشرح لطلابه ورفع المراجع والروابط والصوتيات والفيديوهات المرتبطة بالمادة، ويمكن أيضا للأستاذ وضع أسئلة وتكليفات، وبالمقابل يضع الطلاب أسئلتهم ويقوم الأستاذ بالرد عليها.


وبإمكان الأساتذة فتح قاعة افتراضية خاصه بهم وبطلابهم بكل سهولة وليس مطلوب منهم سوى بريد الكتروني فقط. وهذه القاعات مغلقة وليست مفتوحة للجميع، وتنحصر فقط على الأستاذ وطلابه، ولا يستطيع الطلاب الدخول إلى القاعة الإفتراضية إلا عبر رابط وكود يرسله لهم الأستاذ. 


يمكن للأساتذة إنشاء قاعاتهم الإفتراضية عبر هذا الرابط:

https://classroom.google.com/

وهذا رابط لمقطع فيديو على اليوتيوب يقدم شرحاً مفصلاً لكيفية إستخدام تلك القاعات: 

https://youtu.be/gsis6ZJCxco


في الحقيقة هذه القاعات الافتراضية حلت أزمة كبيرة للتواصل مع الطلاب، فقد أنشأت قاعة إفتراضية لمادة Literary Criticism التي أدرسها بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة سيئون، ووضعت في القاعة الالكترونية كافة المعلومات الخاصة بالمادة، ويقوم الطلاب بالتحميل، والتفاعل من خلالها.


ومن فوائد هذه القاعات الافتراضية أن السؤال الذي يضعه الطالب يطلع عليه بقية زملائه وتكون الفائدة عامة ويستفيد الكل من السؤال والجواب، كذلك حدت هذه القاعات الافتراضية من الإزعاج الذي يتعرض له الأساتذة من طلابهم عبر الاتصالات والرسائل، لأن الأستاذ أصبح يحث الطلاب على وضع الأسئلة والاستفسارات في القاعة الإفتراضية فقط حتى تعم الفائدة لجميع زملائهم.


ختاماً هذا القاعات الإفتراضية ليست بديل عن المحاضرات التقليدية وإنما مكملة ومساعدة لها، ولكن يمكن أن تكون بديلاً عنها في زمن إنتشار الأوبئة والحروب التي قد تعيق وصول الطلاب إلى كلياتهم ومعاهدهم ومدارسهم.

الدكتور/ رياض عبدالرحمن منقوش ، جامعة سيئون


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق