قبائل شبوة تلتف حول العولقي.. أين يكمن سر قوته؟

لاقت تحركات الشيخ عوض بن الوزير العولقي، لجهة إجهاض مخطط إقليمي يستهدف شبوة، وتشترك في تنفيذه جماعتي الإخوان والحوثيين، استجابة كبيرة في أوساط قبائل المحافظة الواقعة في جنوب شرقي اليمن.

فمنذ اللحظات التالية، لوصوله إلى مسقط رأسه في مديرية نصاب، عائدا من خارج اليمن، تتقاطر وفود القبائل، من أرجاء المحافظة، تلبية لدعوة الاصطفاف التي أطلقها في وقت سابق، واستعداداً للخطوات التالية.

وإلى جانب المكانة القبلية التي يمثلها الشيخ العولقي، فإنه يتكأ على عوامل قوة إضافية، أهمها وجاهة الهدف الذي ضبط بوصلة تحركه باتجاهه، وهو التصدي لمخطط إقليمي نسجته تركيا وقطر وإيران، وتنفذه أدواتها المحلية في اليمن (جماعتي الإخوان والحوثيين)، بدءً من تسليم الأولى مديريات بيحان الثلاث دون قتال، خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي.

ويبدو أن التطورات الأخيرة، حملت إشارات واضحة إلى أن هيمنة الإخوان على شبوة تجعلها مهددة بمصير مشابه بمحافظات أخرى سيطرت عليها الميليشيات الحوثية بشكل مفاجئ، في سيناريو أشبه ما يكون بالتسليم، وفي ذات الوقت عكست نية التنظيم جر المحافظة إلى صراعات داخلية، وتحويلها إلى مركز لإدارة صراعات إقليمية، عامل حفزت، مجتمعة، أبناء شبوة على الالتفاف حول الشيخ العولقي.

ومنذ إحكام سيطرته على شبوة بعد معركة أعد لها جيدا في أغسطس 2019، عمل على فرض واقع جديد في المحافظة الساحلية التي تمتد لأكثر من مئتي كيلومتر على بحر العرب والغنية بالنفط والغاز وتحويلها إلى معقل للتنظيم، وبوابة للتدخل التركي والقطري في الملف اليمني.

واستخدم الإخوان سيطرتهم على شبوة، في تقويض القبائل المحلية وضربها وإضعافها، لصالح تمكين مشروع التنظيم الدولي، الذي يضع عينه على موارد المحافظة الغنية بالنفط لتمويل عمليات تنفيذ مخططاته حول العالم.

كما يعمل التنظيم عبر المحافظ محمد صالح عديو، على حماية وجود مليشيا الحوثي في شبوة، وإعاقة أي تحرك لطردها، خاصة مع عدم اكتفائهم (الإخوان) بتسليم بيحان، وإنما ذهابهم إلى قمع الأصوات المطالبة بتحريرها، ناهيك عن خوض معركة ضد قوات النخبة.

وقد تنبه الأهالي والقبائل المحلية، إلى خطوة المسار الذي عمد تنظيم الإخوان جر شبوة إليه، إذ شهدت المحافظة حالة غليان على إثر تسليم بيحان للحوثيين، وانصراف قوات الإخوان المنتسبة للشرعية، لخوض معركة ضد قوات النخبة في معسكر العلم بمديرية جردان، بالتوازي مع قمع الأصوات المطالبة باستعادة المديريات الثلاث.

بيد أن عودة الشيخ العولقي، وشروعه في تحويل دعوة الاصطفاف إلى واقع على الأرض، مثلت دفعة قوية للحراك المجتمعي المتصاعد نتيجة تواطؤ قيادات الإخوان المحلية والأمنية والعسكرية، في مقدمتها المحافظ محمد صالح عديو، في إعادة مليشيا الحوثي إلى غربي المحافظة، بعد أربع سنوات على طردها من تلك المناطق.

وفي أول تصريح بعد عودته إلى “نصاب”، قال الشيخ العولقي إنه “عاد لخدمة شبوة وأنه لا يتكئ على أحزاب أو أشخاص بل على قاعدة قبلية شعبية تاريخية موجودة من قبل أن تخلق الأحزاب وتقوم الجمهوريات” وفق ما قال.

وتشهد عديد من مناطق شبوة، موجة غضب ضد سلطة الإخوان والفصائل المسلحة التابعة لهم، وهي موجة تتسع وتتصاعد وتيرتها بعد عودة سلطان العوالق، خاصة مع تأكد القبائل من أن تنظيم الإخوان أصبح تهديدا أكبر من المتوقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق