​مقال لـ: ​الإستاذ فرج عوض طاحس لقد أنقلب  السحر  على الساحر                          

(نخبة حضرموت) خاص

   

منذ نوفمبر  2019  بعد توقيع اتفاق الرياض بين الإنتقالي الجنوبي والشرعية  برعاية دولتي المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة ، والشرعية بجناحيها  الموتمري والإصلاحي تحشد قواتها  في شبوة.  وأبين ، مستغلة  الموقف الغير  جاد من قبل قيادة التحالف العربي لتنفيذ هذا  الإتفاق ، حيث وجدت هذه القوات فرصتها لإعادة إحتلال شبوة وأجزاء من محافظة أبين  على مرأى ومسمع من   قيادة  التحالف  العربي الذي يقوده السعوديون وبتواطئ  من بعض أبنائهما   ، جالبة إليهما دواعشها وإرهابييها بعد أن كانت  هذه المناطق تعيش آمنة مستقرة ، حيث أختفت  عنها  جرائم القتل والإغتيالات  والثأر ،    بفضل الدور   الأمني الفاعل  والمؤثر  الذي  قامت به  النخبة الشبوانية  والأحزمة الأمنية المشكلة من أبناء هذه المناطق ،  وتعتبر محافظتا   شبوة وحضرموت  من المحافظات  الغنية بثرواتهما  الغازية والنفطية التي تغذي  قوى النفوذ والفساد في السلطة الشرعية  وحكوماتها  المتعاقبة على حساب  معاناة أبنائهما المحرومين من ابسط حقوقهم  الخدماتية ،كالكهرباء  والمياه والصحة والتعليم والأمن  وغيرها ،  والقانونية كالمرتبات   والتوظيف…… ألخ ،   وتعتبر هاتان المحافظتان  من أهم المحافظات  التي تتمسك بهما بقوة الشرعية  التي باتت أداة طيعة بيد الإصلاحيين  بعد هلاك  الرئيس السابق وحزبه  على أيدي حلفائه الحوثيين  في ديسمبر 2017 م ،  ومن أكثر المحافظات  التي تشهد بشكل مستمر جرائم  قتل وإغتيالات لمنتسبي الموسسات الأمنية والعسكرية من أبنائهما  وإختطافات وتقطع ، على الرغم من كثرة الألوية  العسكرية التابعة للشرعية المرابطة فيها  ، إلى   جانب  محافظة عدن  التي تنشط فيها بين فترة وأخرى الخلايا الإرهابية النائمة  التي تُقْمَعُ بقوة . 

 وتشهد محافظتا شبوة  وأبين  منذ شهر مايو  الماضي مواجهات عنيفة وتوترات عسكرية بعد إقدام قوات  شرعية الإخوان على تفجير الموقف عسكريا  في شقرة ومنطقة الشيخ سالم ، تحت شعار الفجر الجديد في محاولة منها التقدم لغزو العاصمة عدن ، غير ٱبهة بحرمة الشهر الكريم أو بما تعانيه هذه المدينة من انتشار للحميات  وفيروس كورونا التي حصدت أرواح  العشرات من أبناء هذه المدينة  بحيث بلغت  معدل الوفيات لشهر مايو وحده أكثر من ألف وفاة حسب  آحصائيات  مصلحة الأحوال المدنية التي أصدرت تصاريح دفن  ، بسبب كارثة الأمطار والسيول التي أجتاحت المدينة  وتردي الخدمات وتدمير البنية  التحتيية التي خلفتها حرب 2015 م من قبل التحالف العفاشي الحوثي ، ثم تلتها الممارسات  الإنتقامية لحكومات الشرعية  الممنهجه والمنظمة ضد أبناء هذه المدينة ، لكن هيهات  هيهات لهذه  القوات الإخوانية  التي فشلت في حربها مع الحوثيين  واستعادة شرعيتها وعاصمتها المغتصبة ،  أن تصل إلى العاصمة عدن  التي  أصبحت عصية على كل غازي وطامع  . ومايجري من عدوان وحشي بالكاتيوشا  وقذائف الدبابات على مدن وقرى شبوة وزنجبار واستهداف المواطنين المدنيين الآمنين من قبل قوات الإخوان، وللأسف يتم  هذا العدوان  بالسلاح السعودي سلاح  التحالف  الذي صرف  لهم لمحاربة الحوثي واستعادة شرعيتهم المخطوفة  ، مماَّ يجعل التحالف شريكا في هذا العدوان الهمجي الغاشم على الجنوب ،  لصمتهم وسكوتهم  عن حرف سير المعركة ضد العدو الحقيقي  ، وماهي إلا تعبير عن حالة الفشل  والإخفاق في تحقيق أي نصر يذكر  في حربهم العدوانية على الجنوب ، وانتقاما لتلك  الخسائر الكبيرة في العتاد والرجال  التي فقدوها ،  فكيف لجيش غاز هارب  من معارك في أرضه ضد عدو غاصب لها ، ليحرر  أرضا من أصحابها  قدموا الآلاف من الشهداء والجرحى من أجل تحريرها ،طامعا في ثرواتها  وليجعلها وطنا  بديلا     له .   

 لا خيار أمام هذه  القوات  الغازية القادمة من مأرب  ومن كل مدن الشمال إلا أن تعود أدراجها  من حيث أتت ، فالجنوب لن يكون وطنا بديلا لمن تركوا أرضهم وغرف نومهم  لعبث الحوثيين ، يكفيكم  ما ألحقتموه  من دمار وخراب  وقتل في الجنوب  وأهله منذ   1994 م ، فالجنوبيون مصممون   على الدفاع  عن أرضهم  وثرواتهم 

مهما كانت التضحيات  والمعارك في أبين وشبوة  تؤكد قدرتهم على سحق العدوان وتكبيد المعتدي  خسائر فادحة في الأرواح والعتاد . 


سيؤن / حضرموت 

الإستاذ / فرج عوض طاحس


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق