مقال لصالح فرج حملات خجولة في ظل وضع مزرٍ بسيئون

اليد الواحدة لا تصفق .. عبارة بادرني بها الأخ كمال العامري مدير شرطة السير بمديرية سيؤون مستهلًا حديثه عن حملة تنظيم السوق بمدينة سيؤون التي بدأت يوم الأحد 19 فبراير 2023م وقادها وأفراد من جنود شرطة السير ورجال من الأمن والشرطة وجهات أخرى في السلطة المحلية بمديرية سيؤون ، تنفيذا لقرار تم اتخاذه من قبل المكتب التنفيذي بالمديرية، تم من خلالها إزالة سوق القات المحشور غصباً في قلب سوق المدينة العام، الأمر الذي يرفضه غالبية سكان المدينة، وقد تمّت عدّة حملات لإزالته ليس آخرها إحراقه من قبل شباب الغضب بالمدينة أثناء قيامهم بأحد اعتصاماتهم في المدينة؛ الرافضة لوجود قوات المنطقة العسكرية الأولى مطالبين بمغادرتها وادي حضرموت، ولم يكتب لكل محاولات إزالته النجاح بسبب تسلّط روّاده والبائعون فيه، وتسيّدهم كما يبدو وامتلاكهم قرارات وسلطات عسكرية .. جهد وعمل جبّار ينفّذه مدير شرطة السير بالوادى الأخ كمال العامري لكنه يبقى منقوصا وخجولا لأن الحملة لابدّ من استمرارها، وضرورة وجود جنود مرابطين في الموقع حتى لايعود باعة القات بعد مغادرة الحملة.. ولا زالت عالقة بالذاكرة مأساة ماسمّي حينها بالحزام الأزرق والأكشاك المتنقلة التي جاءت بعد أن تكاثر الوافدين للمدينة من غير أهلها، بعد حرب العام 1994م، والتفّ ذلك الحزام حول مواقع في سوق سيؤون وحديقتها، وامتد أيضاً الى سور مستشفى شماخ آنذاك ومواقع اخرى مختلفة منها شارع الجزائر، وما آلت اليه حملة ازالة ذاك الحزام ، وقد كنت على رأس حملة إعلامية، من خلال مايكرفون ومكبّر صوت متنقل على سيارة البلدية آنذاك وتبنّاها ” مأمور مديرية سيئون “ الأستاذ علي عبدالقادر السقاف ذكره بالخير، حيث لم يكن هناك شيء إسمه وكيلا للوادي بعد .. وبعد جهد تم فتح سوق خاص بأولئك في شارع المطار، امتد بطول سور مقبرة جوهر بالجهة الشمالية من السوق العام، لكنهم سرعان ماعادوا، ولازال جزء من ذلك الحزام يغتصب حرم مبنى السلطة المحلية بمديرية سيؤون ويطوقها ، وأستطيع هنا أن أؤكد وأجزم أن سلطة لم تتمكن من فك حصار مطبق على مكاتبها في عين السوق، لن تقوى على شئ آخر ولن تنجح في إزالة سوق القات ولا الباعة المتجولين والمفترشين كل أركان السوق في تحدٍّ واضح وجلي .. ولأن الشئ بالشئ يُذكر.. فأول ماتولى مدير عام مديرية سيؤون استبشرنا خيرا؛ لأن أولى خطواته كانت فتح الخطوط المغلقة في السوق، ولكنها كانت مجرد طفرة يتيمة وانتهت فقط عند فتح الخط المحاذي لإدارته .. شئ محزن جداً أن يكون سوق سيئون عبارة عن موقف كبير للسيارات ومرتع للمخالفين من مفترشي ساحاته وأركانه، ومجاميع متجولة من “الشحاتين” المنقولين والوافدين من خارج حضرموت .. حتى بائعي اللخم الذي يمتاز برائحة مميّزة ونفّاذة تركوا سوقهم الخاص واتجهوا أيضاً للافتراش العشوائي خلف المذبحة.. التي تعاني هي أيضاً من إهمال متعمّد وتنتشر بمحاذاتها الأوساخ ! ويقوم كثير من الغرباء عن البلد بالتبوّل على أركانها، كما أنها لاتخلوا في المساء من انتشار مجموعة من الكلاب الضالّة والسائبة التي تؤرق هي أيضاً وتقض مضاجع أحوال سكان سيؤون ” وسيكون لي عنها موضوع منفصل مستقبلا بمشيئة الله تعالى“.. التجار أصحاب المحلات التجارية الرسمية دافعو ضرائب وإيجارات ورسوم للدولة، ولكن الدولة لاترعى مصالحهم، تاركة المفترشين المخالفين يعيثون في الأسواق، يضيّقون الطرق والممرات ويخدشون الذوق العام دون حسيب ولا رقيب.. وإن قامت حملات خجولة يتأثر بها فقط المساكين من أبناء البلاد ممن يفترشون سوق الخضار برغم أنهم يغادرون السوق ولايبقى منهم أحد بعد عودتهم لبيوتهم لوجبة الغداء، ويتم التنكيل بهم وازالتهم لفترة بسيطة هم دون غيرهم من الوافدين الذين يبسطون ليلا ونهارا وجهارا على ساحة القصر التاريخي وما جاورها، القصر المميز الذي لم يشفع له كونه معلم تاريخي ومن أكبر المباني الطينية في العالم..سوق سيؤون بحاجة ملحّة ”لِ لفتة“ حقيقية لانتشال وضعه المزري وإعادة رونقه واخلاء ساحاته من مغتصبيها.. ولن يكتب لأي حملة النجاح، مالم يكن لها إعداد جيد ويتم إيجاد البدائل المناسبة والمقنعة، ومالم تكن تلك الحملات مسبوقة بإعداد ودراسات دقيقة وليست مجرد إسقاط فرض …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق