عبدالقادر القاضي يكتب الانتقالي الجنوبي استطاع أن يحقق أكبر هدف سياسي

(نخبة حضرموت) خاص


مجرد التوقيع على اي اتفاق سياسي او اي مخرجات سياسية اياً كان شكلها وتكون  ناتجة عن حوار او تفاوض بين طرفين أو عدة أطراف او حتى عدة خصوم سياسيين ،، اي توقيع من هذا القبيل هو بحد ذاته اعتراف صريح ورسمي من كل طرف بوجود الآخر ، بعيداً عن الغوص في التفاصيل ،


مشكلة الجنوب مع عصابات الشمال من نخب قبلية وعسكرية وحزبية ودينية بعد عام 1994م هو عدم اعترافهم بشيء اسمه الجنوب واتجهوا على الفور إلى إلغاء اصل الشراكة بين جنوب وشمال التي يفترض أن لا يتم تذويبها والغائها ،، 


ليجعلوا من الجنوب وشعبه ومقدراته مجرد تابع لا شريك ومجرد فرع عاد إلى الأصل،، في أكبر عملية احتيال ونصب سياسي وجغرافي مورست على شعب وارض وموروث طوال أكثر من 25 عام بمساعدة كوبمارسات من الجنوبيون انفسهم .


اليوم وعلى صعيد دولاب العمل السياسي فانك تقف امام مشهد سياسي مختلف كلية  فالانتقالي الجنوبي بطريقة او بأخرى استطاع أن يحقق أكبر هدف سياسي كان من المهم أن يحققه وان يمتلكه واستطاع ان يكسر جمود وتصلب ربع قرن من الرفض والتعالي والتكبر لتلك الكتل الحزبية و القبلية والعسكرية الشمالية التي عملت طوال تلك السنوات على تغييب تلك  الندية للجنوب واذابة وطمس كل ما يتعلق او يشير إلى أن الجنوب كان يوماً دولة  ،، 

 

اذاُ مشكلتنا مع تلك الكتل والقطعان الحزبية كانت تتلخص في إنكار ندية الجنوب والعمل على عدم منح الجنوب وشعبه ذلك الاعتراف طوال ربع قرن ،،


وهاهو اليوم ذلك الموصوف بالميت عند الولادة ينتزع ذلك الاعتراف السياسي وتلك الشهادة بالوجودية ليس له فقط كمجلس بل هو اعتراف بأن للجنوب خصوصية وله قضية وله اليوم مجلس مفوض يتحدث بلسان شعبه وهو اليوم على الأرض وفوق طاولات الحوار ،، وهم يعلمون أن الانتقالي ليس مجرد كشك او مركز استبدال النضال ودماء الشهداء بكم مليون ،، بل هو أول تجربة سياسية حقيقة وتتويج حقيقي لمرحلة مفصلية وتاريخية في مسيرة نضال وتضحيات هذا الشعب .


الانتقالي من جهته لم يخفي او يتحرج في كل خطاباته وبياناته وتصريحاته من ذكر انهم في قيادة الانتقالي الجنوبي يدعمون شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ويؤيدون قلباً وقالباً أهداف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ويقفون إلى صفهم في معركة كسر التمدد الفارسي الذي تقوم طهران وتنفذه في دول عربية اليمن كانت احد تلك الضحايا على ايادي جماعة سلالية نزقة ،، 


وهو ذاته المجلس الذي كان ومازال يثمن لقيادة التحالف ممثلا بالسعودية بشكل عام وللاخوة الأشقاء في دولة الإمارات العربية على وجه الخصوص دورهم البارز في تقديم الدعم والعون بعد الله سبحانه وتعالى حتى تحررت عدن وبقية محافظات الحنوب من دنس الحوثي. 


إذاً الانتقالي لا يملك مشكلة اعتراف بالشرعية وليست لديه مشكلة مع التحالف وقيادته متمثلة بالمملكة العربية السعودية .


مشكلة الانتقالي الجنوبي على الصعيد السياسي تنتهي عند ذلك التوقيع الذي يمنحه الاعتراف السياسي الصريح بالوجودية التي لطالما دفعت تلك الحكومة وسابقاتها مئات الملايين وشرت الذمم واستغلت ضعاف النفوس ليهاجموا ذلك المجلس منذ اول يوم لولادته حتى لايصلوا إلى هذه اللحظة التي يرغمون فيها على التفاوض مع الانتقالي بعد تمنع ورفض واطلاق تصريحات عنترية،، 


فجاءت الضغوط الدولية على شكل تآييد وترحيب بالدعوة للحوار ودعم جهود المملكة العربية السعودية في هذا الاتجاه ودعوة كل الأطراف للأستجابه ،، 


وكانت تصريحات الخارجية الأمريكية ومثيلتها الروسية والبريطانية كافية لتجعل الفريق الرافض للتفاوض والمتعالي عليه  جعلته يفاوض رغم أنوفهم . 


مجرد التوقيع هو شهادة ميلاد سياسية  للانتقالي وبنفس الوقت هي شهادة وفاة سياسية مقدماً لحزب الإصلاح وستؤدي إلى إضعاف دوره وتحجيمه وإعادة ترتيب مشهد سياسي سعى الانتقالي إلى فرضه وفرض وجوده ووجود القضية بتمثيل حقيقي وقوي يمثل شعبها وليس كمن يمثل عليهم من مكونات هلامية عليها  لطالما ظن زعمائه أنهم يستطيعون أن يبتلعوا الجنوب مرة أخرى،، 


لقد فاجئهم طائر الفينيق الأسطوري الذي ظنوا انه قد حرق وصار رماداً حينما قذفوه بالنار منذ ربع قرن ،، 


لكنهم تفاجئوا به يصفق بجناحية مرة أخرى لينفض رماد السنين فوق رؤوسهم معلناً عودة الجنوب إلى الملعب السياسى كند ومحاور لا يخضع لأي حسابات حزبية شمالية بالمطلق وهم يدركون انه ليس مجرد مكون كرتوني او كشك لبيع النضال ولايمكن التأثير اوالضغط عليه او تهديده .

 

الحاصل الان ان الملعب السياسى تم تمهيده خلال شهر ونصف من التفاوض الذي كانوا ينكروه اصلاُ ،، ويحلفون الأيمان انهم لم ولن يفاوضوا مليشيات متمردة. 


الحاصل يقول ان المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح أحد اللاعبين الاساسيين وأحد الواضعين لشروط اللعب السياسي على طاولات الحوار بما يتناسب مع رؤيته وأهدافه وتطلعاته سواء كانت مرحلية او أهداف استراتيجية لها مقدماتها التي يفترض أن تكون،، 


بما لا يسقط ولا يمس ولاينتقص بأي حال من الأحوال الثوابت الوطنية والاستحقاق السياسي الكامل للجنوب أرضاً وانسانا فهي ثوابت يفاخر ويجاهر بها المجلس وقياداته وكل جنوبي حر أصيل لأنها حق أصيل وليست مجرد أوهام او أحلام يقظة . 


فالبنود والمواد والنصوص والآليات هي من المتغيرات الخاضعة للزيادة والنقصان والتعديل والتجريح في كل مرحلة نمر بها ،، وهي لا تهم كاتب المقال السياسي بالدرجة الاساس ،، انما التوقيع والاعتراف والتعاطي مع الطرف وتسميته هو الثابت الذي لايتغير ولا يمكن التراجع عنه بعد أن يتم،، 


وهو ما يهتم به السياسيون وينظر إليه بعين الاعتبار وتقاس عليه الامور فيما سيكون من ترتيب قادم .  


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق