ليلة مع أسود النخبة الحضرمية

المكلا (نخبة حضرموت) التوجيه المعنوي – المركز الإعلامي لقيادة المنطقة العسكرية الثانية

إن الليالي الخالدة التي حفرت بالصبر والإقدام بذاكرة الأبطال لم تحكى وتروى بعد ، ففي ساعات الليل الطويل من أعالي قمم الجبال ومتعرجات المنحدرات الخطيرة وفي بطون الأودية الساكنة لا تجد إلا أسود النخبة الحضرمية ثابتة بالثغور ومواقع الرباط غير آبهين بوحشة تلك الجبال والوديان البعيدة حيث يرافقهم الظلام الحالك وتغشى متارسهم الأجواء الهادئة ومناخ التضاريس القاسية يحتضنون بين ذراعيهم أسلحتهم العنيدة العظيمة بأفعالها ، حيث يرقبون دبيب النمل وما حولهم بأعين مفتوحة وأبصار شاخصة كل همسة وحركة قد تأتي وتتسلل بسكون تحت جنح الظلام ، متوشحين أسلحتهم وأصابعهم على الزناد جاهزين ومستعدين لأي طارئ قد يفاجئهم غير مرحب به بتلك الأماكن الهامة التي تعول عليهم قيادتهم فيها فقد دفعوا ثمنها بفاتورة باهضة من الأشلاء المتناثرة والدماء الزكية وعبق الأرواح الطاهرة ..

هولاء الفتية الأفذاذ لا تهمهم كثافة النيران الهجومية المعادية ولا كثرة الأعداد البشرية الزاحفة التي تباغتهم ما يهمونه هو سحق العدو والنصر أو الذود عن الثكنة حتى الشهادة ، هكذا تمر الساعات الطويلة ليلا وهذا هو حالهم وتلك إحدى الليالي الخالدة بتاريخ حياتهم العسكري ..

كما لهم زملاء أبطال بالمواقع الأخرى قد تكون ساعات ليلهم أطول عندما تحمل اللهب والغبار والدماء والأشلاء حيث يتمنون وجودهم إلى جانب زملائهم وبعدما ينجلي ليل المعركة وتمر عليهم الساعات كالأيام في إنتظار البشائر تأتيهم أخبار المعركة بهزيمة الأعداء ودحرهم وتم تمزيق خططهم التي أعدوا لهم لأيام طويلة وربما أشهر ، عندها يتنفس أسودنا الصعداء بسقوط الأعداء تحت الأقدام زملائهم الأبطال ..

هكذا يقضون أبطالنا لياليهم مقارنة باللذين يسهرون في لعب وصخب دون جدوى ، أما هولاء الرجال الميامين بكل ما تحمله الكلمة من معنى إذ تعرفهم الليالي القاسية ويعرفهم أعدائهم جيدا في تحطيم أحلامهم الوردية بسلاسل المرتفعات الجبلية وعلى أطراف الحغرافيا الحضرمية …

“أبطال وجدوا لبتر الأيدي المتربصة دون رحمة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق