كيف تستعاد حضرموت؟

سيئون ( نخبة حضرموت ) كتب : صالح_فرج

تبرز هذه الأيام دعوات هنا وهناك ظاهرها الرحمة وباطنها يعلمه الله، ويتكرر حديث عن حضرموت واختلاق قضية حضرمية في الواقع لا أساس لها، إلا من خلال أفراد وأشخاص لهم مصالح في بقاء حضرموت على الهامش ويتمنون استمرار بقاءها في ذلك الموقع الهامشي ..

من يرفض إستعادة حضرموت عبر الجنوب لا يمكن أن يكون باحث عن خير لحضرموت.. بل له مآرب أخرى..

التصدي للقضية الجنوبية لايخدم سوى أصحاب بقاء حضرموت بقرة حلوب معلقة بباب اليمن، مسلوبة في كل شئ وهو الحاصل منذ مابعد العام 1994م..

عندما نستعدي نحن الحضارم الجنوب، ونرفض القضية الجنوبية ونختلق قضية حضرمية، يعني أننا نستعدي الجميع ونبحث عن أعداء جدد ونجنّدهم للعمل ضدنا، فحسب طرح متبنوا دولة حضرموت الذين يؤكدون في اطروحاتهم ان لاجنوب ولا شمال يمكن ان يتجهوا إليه.. ولو كانوا جادين حقا لاستعادة حضرموت.. فلماذا اذن يوحدوا جبهة الأعداء ضد حضرموت؟

حضرموت ضمن الجنوب قوة وتستطيع ان تستعيد وتفرض ماتشاء .. ولكنها ضمن اليمن مجتمع والجنوب ” لاشئ وصفر على الشمال“ والواقع هو الذي يجسد هذا الطرح ..

عندما يكون الحضارم ضمن الجنوب يكونون رقما لايقل عن ثلث الجنوب من حيث السكان فقط.. ناهيك عن الثروة والمساحة وغيرها من المقومات والتنوّع الذي خص الله به هذا البلد وناسه الطيبين..

اما وهم ضمن اليمن، في ظل معاداة شمال وجنوب وشرق وغرب فستستمر حضرموت مجرد بقرة حلوب لأصحاب المصالح، الذين جندوا للأسف أصحاب شيء عيشة من الحضارم، من ارتضوا بالفتات مقابل انهاء الحلم الجنوبي والحضرمي ..

بُليت حضرموت بشراذم تبحث عن الظهور والبروز، ولا تمتلك مقومات قيادة، فئة تبحث عن سلطة، أي سلطة، تراهم مذبذبين، متقلبين منذ اجتياح الجنوب عام 1994م وهم مرتمين في أحضان عفاش ونظامه، والبعض منهم تحول يوما إلى الحراك الجنوبي، ومن ثم انقلب إلى ثورة ”لادراسة ولا تدريس“ وعندما فشلت عاد من جديد للتلون حسب الطلب؛ وتاهوا..

المنطق يقول بضرورة ان تتبع مصلحتك أولا وأخيرا، وأن لاتقفز على المراحل .. وأنا و أخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب ..

لن تأتي حضرموت أبداً، أبداً، إلا من خلال الجنوب، وغير ذلك هرطقات وغباء وارتزاق على حساب حضرموت وناسها الطيبين ..

يجب أن لاننسى أن حضرموت أول من قاومت الظلم، وفجرت الثورة الجنوبية، وقدمت قافلة من الضحايا، منهم من استشهد ومن أصيب، ولا يعتقدن أحد أن باستطاعته القفز على جماجم أولئك المناضلين لمجرد انه فهلوي ..

دغدغة المشاعر بكلمات حضرموت ند، ورأس وليس قدم، لايكون بالكلام بل بالفعل وامتلاك القوة..

ولن تأتي القوة وكل من دعا الى تجنيد الحضارم تمت شيطنته وتخوينه ورفض أفكاره، بل ونبذه، بدلا عن اغناء فكرته وتطويرها وتطويعها كي تمتلك حضرموت القوة ..

ستظل حضرموت مدرّة بخيراتها لغيرها، طالما أهلها ونخبها مفرقين مشتتين، أحزاب، ساحل، ووادي، وهضبة، وهبة أولى ، وثانية ، وتم تمزيقهن وشيطنتهن أيضا بنفس الفاعل الباحث الحضرمي عن النفوذ الغبي، وهناك أيضاً جامع، واحلاف، ومرجعيات وهلمّ جرا من التسميات التي شتّتت الحضارم، ولا تسمن ولا تغني من جوع بل تقزّم حضرموت والحضارم ..

وهناك من يتغنى بالكذب حضرموت رأس وند وكلام كله قول دون فعل ..وكل مايحدث هو تبعية وانبطاح للغير..

ولكن اين المصلحة الحقة؟

هنا مربط الفرس.. وليس اللعب على مشاعر البسطاء.

من ينكر ان حضرموت ضمن الجنوب تكون رقما قويا وصعبا، وانها ضمن اليمن لاشئ البتّة؛ هو مجرد أداة بيد غيره .

لا لنكئ الجراح!! فمقولة حضرموت إقليما ان كانت هناك أقاليم يمنية، أو دولة ان جاء الجنوب .. هي مقولة ملغومة.. ولا داعي لنكئ الجراح الغائرة.. ومتبنوها أيضاً معروفين واتجاهاتهم واضحة ومكشوفة…

#صالح_فرج

الثلاثاء 4 إبريل 2023م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق