مقال للكاتب الحضرمي سليمان مطران : رفقا بالعائدين

قدر الله ُ ما شاء فعل .. 

 وقت ان تسمعها او تتلفظ بها ، تطمئن لها نفسك ، وتهدأ جوارحك ، وتزداد إيمانا بقضاء الله وقدره  . 


قدر الله ما شاء فعل ..

 اعتراف بضعفك انت ايها المخلوق امام قدرة الخالق ، فتؤمن وتسلِم امرك لخالقك .


قدر الله ما شاء فعل … 

        تتغلغل أحرفها في مسامات جسد الانسان الضعيف  الذي اصابته مصيبة دنيوية في نفسه وماله وولده ،  ليشعر على التو ، بقوة الخالق وتدبيره لهذا الكون ، وهو المسير له ،  المتحكم في شوؤن خلقه   ، المدبر والميسر للأرزاق . 


قدر الله ما شاء فعل  … 

نستشعرها عندما نرى ما أصاب اخوة لنا عاشوا بعيدا عن الوطن ، وقضوا شبابهم وافنوا قوّتهم وضعفت قواهم في ارض حطو رحالهم فيها منذ نعومة اظفارهم لم تكن ارضهم .. وفي بلد وصلوها  بشق الانفس عبر امواج البحار وصحاري قاحلة وبوادي غير ذي زرع   ، فشيدوها وبنوها  وساهموا في رفع اقتصادها وفي تعليم ابنائها ادارة التجارة ،


 وفي رمشة جفن  وجرة قلم صار  كلما قدموه من جهد وعرق وسنوات اغتراب كجيفة عافها البحر    .


هولاء اخوتنا العائدين .. كان لهم دور جلي في رفع ميزانية اقتصاد دولتهم حديثة العهد  منذ سبعينيات القرن الماضي من خلال رفدهم ميزانيتها  بحوالاتهم  المالية .. 

هذا يجب ان لا ينساه اي جنوبي  .


هولاء كانوا يرعون أُسر وأرامل وأيتام لا يعلم بهم الا الله ويتحملون قسوة  الجمارك في رفع رسوم ما يرسلونه لاهلهم واخوانهم واقربائهم وجيرانهم  .. وكثيرها كان عرضة للمصادرة ويتم بيعه فيما بعد في التعاونيات وباسعار مناسبه … كي ( نتفشخر ) نحن . 


هولاء هم  من يرسل لنا الكتب لنتعلم ونقرأ .. 

واحسن الثياب لنلبس و الالعاب لنلعب .


هولاء هم من رفد الاندية الرياضية بالزي الرياضي والكرات وادوات والعاب رياضية اخرى ، كي يحفظوا شباب وطنهم من الضياع والاستفادة من وقت فراغهم  . 


هولاء هم  من كان لهم بصمة في تطور بلدهم حضرموت من خلال ارسال ما استجد من ادوات كهربائية وتقنية  ( فيديوهات ، مسجلات  وغيرها  ) 


هولاء هم من كانوا يسعون للخير لوادي الخير ، من توفير كتاب الله في مساجدنا ، و مكيفات ، وفرش ، والقائمة تطول .


هولاء بالامس  كانوا يغدقون على جمعيات الخير ، واليوم تخنقهم جمعيات .. وأدارت ظهرها عنهم . 


هولاء هم .. كانت اعيادهم بعيدا عن ابائهم وامهاتهم وزوجاتهم واولادهم .. جريا خلف لقمة العيش الحلال بعد ان  تصعبّت عليهم في بلادهم حضرموت ، فحياتهم كلها  دموع . 

يودعون اولادهم بالدموع ، ويستقبلونهم بالدموع ، 

وان وصلوا ارضهم يفرحون ثلاثة اشهر ويحزنون ثلاث سنوات واكثر .. انها آلام الغربة  .


تلك بعض من  محاسن واجبهم تجاه اهلهم ووطنهم ، لا تُنسى ولا نتنكر لصنيعهم المعروف  .


هولاء .. يجب ان تحملهم الدولة على كفوف الراحة تخدمهم في عسرتهم مثلما خدموها في يسرهم .


هولاء من واجب الدولة ان تسعى لهم  في بناء  مساكن وتوفر لهم الاراضي .. ففي أي فندق من فنادق الشرعية تاهت وزارة المغتربين عنهم . 


كفاكم الله اخوتنا .. جشع سماسرة السكن .. وشماتة الجهلاء …. وتجاهل اصحاب المعالي والرُتب .


والله عيب ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق