مليشيا الحوثي توسع عمليات الخطف والإخفاء القسري للمدنيين

تصنعاء ( نخبة حضرموت ) العرب





وسّعت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في الآونة الأخيرة من وتيرة عمليات الخطف والإخفاء القسري للمدنيين في صنعاء لتضرب بعرض الحائط كل الدعوات الداخلية والدولية للتوقف عن هذه العمليات، التي فاقمت من تعقيد خطوات التوصل إلى تسوية سلمية مع الحكومة الشرعية تحت رعاية أممية.


وكشفت مصادر وتقارير محلية أن ميليشيات الحوثي قامت بحملة واسعة في صنعاء، واعتقلت العشرات من المواطنين بمن فيهم سبع من مديرات المدارس في صنعاء واقتيادهن إلى أماكن مجهولة.


وباتت السمة الأكبر، التي تسيطر على الحرب المشتعلة في اليمن، تتمثل في حالات الاعتقال والإخفاء القسري، التي تطال المناهضين من النشطاء والإعلاميين وحتى المدنيين، تاركة أُسرهم غارقة في جحيم البحث عن أبنائها.


ولا توجد أرقام دقيقة حول عدد المختطفين منذ أن سيطرت جماعة الحوثي المدعومة من إيران على العاصمة قبل أكثر من خمس سنوات، ولكن منظمات دولية ترجح أنهم بالآلاف.


وحذّر متابعون للشأن اليمني من المبالغة في التفاؤل بالتوصّل إلى سلام، وذلك استنادا إلى ارتباط الحوثيين الوثيق بالحسابات والأجندة الإيرانية، التي قد تقتضي في الوقت الرّاهن استدامة التوتّر بالمنطقة على أمل إشغال خصومها بالصراعات.


ومنذ أن سيطر الحوثيون على صنعاء لم تتوقف ملاحقة ميليشياتهم للصحافيين والناشطين في اليمن عند هذا الحد، بل أطلقوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تتهم كل من يتناول عملية عاصفة الحزم الأمر الذي دفع بصحافيين وناشطين للإعراب عن مخاوفهم وقلقهم الكبير.


وأنشأ ناشطون حوثيون صفحة على فيسبوك باسم “قائمة عملاء العدوان السعودي الأميركي على اليمن” لرصد وتوثيق أسماء الصحافيين والناشطين الذين يتناولون عاصفة الحزم.


وفي وقت سابق من الشهر الجاري، كشفت المنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين عن إقدام الحوثيين على تعذيب العشرات من المعتقلين لديهم في سجن الأمن المركزي بالعاصمة.


وبحسب المنظمة لا تكتفي ميليشيات الحوثي بالإخفاء القسري وحرمان السجناء من حقوقهم فقط، بل تمارس شتى أنواع التعذيب البدني والنفسي بطريقة تتناقض مع حقوق الإنسان وفي انتهاك صريح للقانون الدولي.


وكانت رابطة أمهات المختطفين في اليمن قد قالت في بيان مطلع مارس الجاري إن “عناصر من الحوثيين اقتحموا منازل عدد من النساء في صنعاء، وقاموا بإخراجهن والأطفال بالقوة”.


وجاء ذلك غداة اقتحام الحوثيين منزل الأكاديمية حفصة طاهر أستاذ اللغة المشارك بجامعة صنعاء وطردوها وعائلتها من المنزل. ورغم الصعوبات الكبيرة التي تواجه جماعة الحوثي المتمردة لمواصلة الحرب، لا تزال تفاجئ الجميع بتهديداتها المضادّة لمزاج السلام السائد في المنطقة.


ويقول مراقبون إن تلك التهديدات تكتسي طابع المبالغة والتضخيم أملا في تحسين شروط التفاوض في أي مسار سلمي جديد قد ترعاه الأمم المتحدة بمباركة السعودية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق