مقال لـ: يوسف الحزيبي الأخلاق الأخلاق يا أمتي!!

(نخبة حضرموت) خاص


إن الأخلاق كلمة شاملة لكل القيم والمبادئ والسلوك الإنساني الحميد والحسن والتي بموجبه تسير الحياة بشكل صحيح وباتجاه الهدف الذي يحقق مبادئ الخلافة للإنسان على مستوى  هذه الأرض عامة ومجتمعنا خاص.


من هذا المنطلق نجد أن عملية الحكم على أي مجتمع من المجتمعات يجب عليك أن تنظر إلى السلوك المتبع في عمليه التعامل بين أفراد هذا المجتمع ومن خلال تلك النظرة إلى السلوكيات في هذا المجتمع تسطيع أن تحكم على مدى التطور والذي وصل إليه المجتمع ذلك لأن انتشار الأخلاق الحسنة في أواسط المجتمع ينعكس بالإيجاب على كل المجالات ومن ناحيه أخرى نجد أن السقوط الأخلاقي والانحطاط الأخلاقي ينعكس سلبا ويؤثر في كل جوانب الحياة وبما ان مجتمعنا مجتمع مسلم وديننا يأمرنا باتباع الأخلاق الحميدة وترك الأخلاق السيئة ما جعل هذه المبادئ والقيم معياراً ينعكس على حياتنا في  وطننا بشكل عام  بالسلب والإيجاب.


ولكن للأسف الشديد عندما تنظر اليوم  إلى حال بلادنا ومجتمعنا وخاصة في ظل منظومة الحكم الفاسدة والتي تسمى  بالحكومة الشرعية واجندتها   وتقوم بعمل دراسة على المستوى السلوكي والأخلاقي في بلادنا  تجد أننا نعيش في مستوى ردئ وأن هناك عملية هدم لكل القيم والأخلاق الحميدة وأصبحت مجموعة المبادئ والقيم والأخلاق الحسنة مجرد تعابير ليس لها مكان في الواقع العملي بين اوساط مجتمعنا  إلا بنسب بسيطة جدا وأصبحت الأخلاق السيئة ثقافه مكتسبة لدى البعض اليوم من ابناء مجتمعنا الذي نعيش فيه، بل وصل إلى حد التباهي والاعتزاز لمن يحمل تلك الثقافة،


وهنا سوف اتطرق لمجموعة من السلوكيات المفتعلة التي اجنتها الحكومة الفاسدة ببن اوساطنا اليوم والتي أصبحت واقعاً نعيشه ونلاحظه في ظلها أمام أعيننا ونمارسه كل يوم حتى صارت ثقافة لدئ بعضنا اليوم اعتاد عليها ولا نجد من يستنكرها في مجتمعنا إلا نسبه بسيطة من الذين تمسكوا بمبادئهم الأخلاقية والإنسانية،

 أصبحت ردة فعلها لا يؤثر حيث وصلنا إلى مستوى النظرة العجيبة والمريبة لأصحاب السلوك الحميد والحسن.


اصبحنا اليوم في مجتمعنا الحاضر الذي نعيش فيه عندما نذهب إلى المسجد لإقامة الصلاة المفروضة وما أن نفرغ من الصلاة ونستعد للخروج إذا بأشخاص يفقدون أحذيتهم ونكتشف أنها سُرقت، ماذا يعني ذلك؟ يعني أن المجتمع يعيش أزمة أخلاقية وأن بعض هذا المجتمع يغيب عنه الوازع الديني والأخلاقي.


وعندما تمشي في أي شارع فتجد مجموعة من الناس يتجادلون ثم يشتبكون بالأيدي والعصيان وأحيانا بالأسلحة النارية ويسقط بعضهم مجروحا أو مقتولاً وعندما تسأل لماذا وقع ذلك تجد أنه سبب بسيط لا يستدعي أن تصل الأمور إلى هذا الحد.


تذهب إلى أي مرفق حكومي أو خدمي لتقضي معاملتك لن تسطيع قضاء معاملتك إلا إذا دفعت رشوة لكل من له صلة بإنجاز المعاملة.


تركب في “الباص” فتجد هذا يصيح فتسأله لماذا تصيح فيجيب أنه قد تعرض لسرقة محفظته وذاك سُرق موبايله وأخرى تعرضت للإختطاف وذاك الطفل تعرض للإغتصاب او التعذيب الوحشي من اباه.


تمشي اليوم في اي مدينة من مدننا وخاصة العاصمة عدن  في الشوارع فتلتقي بعشرات وأحيانا بمئات المتسولين والمشردين والذين لا يجدون عملاً وتشاهد الجدال والاحتكاك بين الناس أحيانا لأتفه الأسباب.


تعود إلى البيت ثم تجلس لتستريح وتفتح شاشة التلفزيون لكي تسمع نشرة الأخبار فترى مشاهد القتل والدمار والصراعات والتهجير والتفجيرات والفوضى، ماذا يعني هذا ؟ إننا أمام أزمة أخلاقية كبيرة في بلادنا خاصة وايضاً بلاد العرب عامة،  وأن الكثير  اليوم في بلادنا قد فقدوا كثيرا من مبادئهم وأخلاقياتهم واستبدلوا الماديات بالأخلاق وباعوا ضمائرهم لشهواتهم ورغباتهم، لقد انتشر الفساد في كل مكان ولم يعد للأخلاق الحميدة مكان في مجتمعنا إلى من رحم ربي،  واصبحنا نرى اليوم مجتمعنا في ظل تغطرس هذه الاجندة الفاسدة في هرم السلطة الشرعية للحكومة  إلى غابة من الوحوش تنهش بعضها البعض دون رحمة أو قانون يردها.


ومن هنا لابد من إعادة النظر في سلوكنا اليوم في بلادنا خاصة” بهذه المرحلة الحساسة وسط ركام الأزمة التي تحل بوطننا عامة”  وإعادة تصحيح مسار حياتنا ولنبدأ بأنفسنا اولاً ثم بأطفالنا وشبابنا ونغرس فيهم القيم والأخلاق الحميدة حتى تترسخ في عقولهم ونفوسهم وتصبح ثقافة لا يمكن التخلي عنها بالتربية والتعليم في الصغر كالنقش على الصخر لا يمكن أن يزول حتى أمام تقلبات الطبيعة وتعرياتها.


يا ترى أين الخلل هل في المجتمع الذي نعيش فيه اليوم؟ أم في منظومة الحكم في هذه السلطة الفاسدة بماتسمى الحكومة الشرعية؟ وكيف نستطيع التغلب على هذه المشكلات اليوم بوطننا؟ 


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق