أمننا وإستقرارنا ثمرة تضحياتكم .. شهدائنا الأبرار كانوا على موعد بالسحور والإفطار في جنان الخلد

المكلا (نخبة حضرموت) التوجيه المعنوي – المركز الإعلامي لقيادة المنطقة العسكرية الثانية

في مثل هذه الأيام الفضيلة من شهر رمضان المبارك قبل أربعة أعوام تسحرت مديريات وادي دوعن على أزيز الرصاص و دوي الإنفجارات التي هزت مناطق وادي دوعن ، فقد شنت العناصر الإرهابية هجوم مفاجئ مركز من ثلاثة محاور إستهدفت لواء شبام معسكر دوعن كاد أن يؤدي لسقوط المعسكر لولا عناية الله وصمود الأبطال الذين إستبسلوا في المواجهة والثبات وتم بحمد الله تعالى كسر الهجوم وصد الإرهابيين ودحرهم ومنعهم من الإقتراب من النقاط العسكرية المحيطة بالمعسكر بعدما تكبدوا خسائر مادية وبشرية تزيد عن خمسة عشر قتيلا وجريحا ، حيث إستمر الهجوم قرابة الثلاث ساعات متواصلة إستخدمت فيه العناصر الإجرامية أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة ، ومن جانب أسود لواء شبام فقد إستشهد البطل نعيم السقاف وإصابة أربعة زملائه الأبطال بين خفيفة ومتوسطة ..

فأرادت العناصر الإرهابية أن تعوض خسارتها وهزيمتها التي منيت بها على أيدي أبطال لواء شبام بوادي دوعن ، وبعدها بيومين بمناطق الساحل فقد أفطرت مدينة المكلا حاضرة حضرموت على عدة إنفجارات إرهابية هائلة هزت أرجاء المدينة بأكملها ، فكانت تلك التفجيرات الإجرامية نتيجة غبش فكري وتصور أحمق ورؤية سوداوية بمخيلات همجية أفرزتها الأحقاد الظلامية المتخلفة لهولاء العناصر الإرهابية ..

فقد كان موعد أبطالنا الصائمين مع الشهادة على ثرى أرضنا الطاهرة هو الموعد الأخير والأهم بحياتهم الحافلة بالتضحية والفداء ، حيث تطايرت الأشلاء وتناثرت الدماء وأرتقت الأرواح صائمة مقبولة بإذن الله تعالى إلى جوار ربها عندما إستغلت تلك العناصر الإرهابية ذلك بالمناسبات الدينية وإختارت أفضل أيام العبادة والليالي الروحانية لإجرامها ، فعمدت بإستخدام الإفطار وتقديمه للصائمين وسيلة لقتل الأنفس البريئة وإزهاق الأرواح المؤمنة بساعة إجابة قبيل أذان المغرب بلحظات لكن هذا اليوم كان الإفطار مختلفا تماما على غير العادة إفطار بطعم الشهادة ..

لم تراعي تلك العناصر الإرهابية حرمة الصائمين بالشهر الفضيل ولا حرمة الدماء البريئة فهذا جميعه لا يعنيهم بشي سوى ما وعدوهم أسيادهم به أن بينهم وبين الحور العين زر التفجير والموت فقط وأبواب الجنان مفتوحة والحور على الأرآئك بإنتظارهم ، أي عقولا وقلوبا تحملون أتقتلون رجالا يقولون ربنا الله يصونون دينهم ويحرسون أرضهم ويحمون عرضهم ومالهم ..

عندها أظلمت تلك الليلة النورانية بعدما دنستها الوحشية التتارية المتعطشة لدماء أبناء حضرموت الأوفياء المخلصين لأرضهم وأهلهم ، إذ تحولت الليلة المباركة من هول الإجرام إلى ليلة ثكلى حزينة كئيبة هتكت عفتها وبرائتها أيادي الشر الخبيثة ، بعدها زغردت حضرموت الثكلى بنواح يلف جغرافيتها المفجوعة بوداع خيرة أبنائها وفلذات أكباد أهلها الذين جعلوا من أجسادهم دروعا فولاذية تحطمت عليها جميع المؤامرات والمخططات الإجرامية التي أبت إلا أن تنال من شرف وهيبة أرضنا وأهلنا لكن هيهات لهم ما أرادوا أمام صمود وثبات أبطال نخبتنا الأشاوس ، “إن مصير النخبة الحضرمية هو مصير حضرموت كلها” فهي الأمل والعزة والفخر والثقل الإستراتيجي لحضرموت أرضا وإنسانا …سنتذكركم أيها الخالدون في أعيادنا وإحتفالاتنا ومناسباتنا وفي كل وقت وحين ، وسنروي بطولاتكم وتضحياتكم لأبنائنا وأجيالنا وسندون نضالكم وكفاحكم بصفحات المجد الحضرمي والتاريخ سيكتب خلودكم بسطوره بحروف من نور لتبقى خالدة بذاكرة الأجيال للأبد ، وسيلعن التاريخ كل الخونة والعملاء الذين صمتوا وتعاونوا وباعوا أنفسهم بثمن بخس للأهواء الشيطانية …

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والشفاء والطهر لجرحانا الأخيار
والنصر والثبات لأبطالنا المرابطين بالثغور الحضرمية …

“أمننا وإستقرارنا ثمرة تضحياتكم”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق