​مقال لـ: ​الإستاذ فرج عوض طاحس لابد من تظافر جهود  كل الخيرين  في وادي حضرموت من أجل توقيف نزيف الدم !!!

سيئون (نخبة حضرموت) خاص


مر الشهر الكريم هذا العام 1441 هجرية  من دون منغصات أمنية تذكر  ، لعل  الإجراءات  الإحترازية  التي اتخذت من حظر وغيرها لمواجهة انتشار فيروس كورونا القاتل قد  أسهمت بشكل أو بآخر  في الحد  من هذه المنغصات ، مقارنة  بالأعوام الماضية التي  انتشرت فيها السرقات للسيارات والدراجات النارية والأغنام ، بل ولقد وقعت جريمة قتل  في منطقة جعيمة في العشر الأواخر من  رمضان  في إحدى السنوات ، ويعتبر رمضان هذا العام من حيث الوضع الأمني أفضلها على الرغم من المعاناة والقلق والخوف وإغلاق المساجد  وحظر صلوات  التراويح والجُمَع  ، لكن  شياطين الإنس وأعداء الحياة والإنسانية  أبوا إلاَّ أن  يحولوا  أعياد أبناء الجنوب وأبناء هذا الوادي وأفراحهم  إلى جحيم  وأحزان ، حيث طالت  أيادي غادرة في اليوم الثالث من عيد الفطر المبارك مدير أمن مديرية شبام  وأربعة من مرافقيه ، وبعدها بأيام يُغْتَال  المصور الحربي العالمي الشاب نبيل القعيطي  في دار سعد محافظة عدن أمام بيته وأسرته ، واستمرارا لنزيف الدم الجنوبي في وادي حضرموت تتقاتل أسرتان من قبيلة واحدة في مديرية دوعن ويسقط  ستة قتلى ، وفي مدينة سيؤن  يؤدي نزاع  على أرض في منطقة شحوح بسقوط ثلاثة قتلى ، وكأنه كتب  على أبناء هذا الوادي  أن يعيشوا  في دوامة من العنف والقتل وسفك للدماء المحرمة في ظل سلطة متفرجة وعاجزة  عن إيقاف  نزيف الدم ، وانتشار واسع وكثيف  للقوات الأمنية والعسكرية بكل تشكيلاتها ونقاطها المنتشرة  في مداخل المدن ومخارجها التي تكاد تكتم أنفاس المواطنين ، لكنها غير فاعلة ومؤثرة  في مواجهة هذه الجرائم ، لا أعتقد إنه من عجز ، ولكن هكذا يُرَادُ لأبناء هذا الوادي أن يعيشوا   هذه الدوامة  من العنف  والقتل والفوضى الأمنية . 


وفي المقابل تشهد محافظتا أبين وشبوة بين  قوات الجنوب ومقاومته مواجهات تكاد تكون يومية  مع جحافل الغزو والعدوان القادمة من مأرب  ومن محافظات الشمال الأخرى بعد أن تركوا حربهم  وجبهاتهم مع الحوثي ، ليوجهوا  حربهم  ضد الجنوب  وبسلاح  التحالف للأسف على مرأى ومسمع من قيادة التحالف ، بدلا  عن وجهتها الحقيقية نحو اسقاط الإنقلاب الحوثي وهزيمة المشروع الإيراني التوسعي الذي يمثله الحوثيون  الذي يهدد الأمن الأقليمي. والقومي العربي  والخليجي ، هذا العدوان الذي حشدوا له عشرات الألوية ، ويهدف إلى اعادة احتلال العاصمة عدن عنوة ، بدلا عن  التخفيف من معاناة أهلها  ، غير عابئين بما تعانيه هذه المدينة  وأهلها من انتشار للأمراض والأوبئة  وإنعدام الخدمات ، بسبب الأهمال المتعمد   والتدمير الممنهج والعقاب الجماعي الذي مارسته تلك الحكومات  المتعاقبة  للشرعية ، كل ذلك من أجل  إفشال اتفاق الرياض الذي وقع بين الإنتقالي والشرعية في نوفمبر 2019م  الذي لو قدر له أن يطبق ، لمثل خطوة متقدمة  نحو توحيد الجهود العسكرية والإمكانيات  لاستعادة الشرعية إلى صنعاء وهزيمة الإنقلاب الحوثي ،لكن كل المؤشرات على الأرض  والدلائل تؤكد  أنه لا  توجد نوايا حقيقية وصادقة للتحرير وإعادة الشرعية ، فكل ما   يهم هذه السلطة التي تطلق على نفسها الشرعية ، هو أن لا يفلت الجنوب وثرواته من يديها كفيد   حرب 1994م حتى لو هلك  أهله وشعبه ، وهذا مايفسره حجم القتل والدمار الذي يلحق  بالأرض والإنسان في الجنوب  كل يوم  ، وما يشهده ويعيشه وادي حضرموت  من قتل واغتيالات  للكوادر الأمنية  والعسكرية  وفوضى أمنية ، إنما  يأتي ضمن هذا المخطط المُنَفَّذ والمعد وبإشراف قوى عسكرية  وحزبية نافذة  في الشرعية .    


إيقالف نزيف الدم في وادي حضرموت  وقطع اليد التي  تقوم به ،يتطلب  تظافر جهود كل الخيرين من أبناء هذا الوادي  والإرتقاء إلى مستوى الفعل  وتنفيذ ما جاء  في البيان الصادر  عن اللقاء التشاوري الذي جمع مقادمة ومشائخ ووجهاء حضرموت  السبت الموافق 6/6/2020 م ، ومغادرة السلبية وإصدار  بيانات الشجب والإدانة ، وعدم الإعتماد  على  سلطة  هاربة تحتضر عاجزة عن حماية نفسها وشعبها ، والتمسك بقوة  بتوحيد حضرموت  في إطار سلطة إدارية  وأمنية وعسكرية واحدة بإشراف أبنائها ، وترحيل كل القوات  المنتشرة  في الوادي  إلى جبهات الحرب مع الحوثيين  وفقا لما نص عليه اتفاق الرياض ، هذه  هي الحلول الموضوعية والمنطقية لإعادة الأمن والطمأنينة لأبناء هذا الوادي  وما غيرها من حلول  ، ما هي  إلا محاولات لذر الرماد في العيون  وإمتصاص  غضب  المواطن  . 


سيؤن / حضرموت 

الإستاذ / فرج عوض طاحس 

الآثنين  السادس عشر من شوال  1441هجرية .

 الثامن من يونيو  2020 م .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق