مقال لـ: عادل العبيدي العهد السعودي الجنوبي الجديد

(نخبة حضرموت) خاص


الكثير منا قد نظر ومازال ينظر إلى اتفاق جدة الموقع عليه في 5نوفمبر 2019 بالرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى صورته الشكلية الظاهرة في الشراكة بينهما وتقاسم السلطة وعودة الحكومة الجديدة إلى عدن لممارسة اعمالها وتنفيذ مايحتويه الاتفاق من بنود وكفى .


حقيقة ابعاد اتفاق جدة هو أنه بداية تأسيس لعهد جديد واستراتيجي بين المملكة السعودية والدولة الجنوبية القادمة الذي سيكون بمثابة طريق سلام إلى دول الجزيرة والخليج والمنطقة العربية برمتها ، هذا العهد الإستراتيجي الجديد  فرضته أخطار المشاريع الإقليمية المحدقة بالمملكة والخليج من كل جانب( تركيا وإيران ) التي استطاعت ان توجد لها أجندة وأحزاب يمنية محلية كأدوات لتنفيذ تلك المشاريع الإقليمية الخطيرة (ألإخوان والحوثي ) ، هذه الأخطار لم تكن لتجد لها حاضنة وبيئة خصبة لولا غياب الدولة الجنوبية المستقلة ، كما أن هذا العهد الجديد في تمتين الأخوة وبناء العلاقات السياسية والعسكرية والإجتماعية الصادقة الذي يتطلبه الحاضر والمراحل المستقبلية  بين السعودية والجنوب قد ترسخ في الأذهان بعد الدور الكبير الذي لعبته المقاومة الجنوبية والتضحيات الجنوبية الكثيرة التي تم تقديمها والتي استطاعت وبنسبة لابأس بها أن تقلل من  أخطار تلك المشاريع الإقليمية وإبعادها عن المنطقة عامة والسعودية خاصة ، كما لاننسى دور الإمارات العظيم في التهيئة والتمهيد والتنسيق لهذا التقارب الاخوي بين السعودية والجنوب .


أكثر أمتعاض الأحزاب والقوى السياسية والعسكرية والقبلية الشمالية من التوقيع على اتفاق جدة بالرياض ، ليس فقط مناصفة الجنوبيين لهم السلطة التي كانوا مستأثرين بها لأنفسهم وإنما من التقارب الذي أحدثته مفاوضات اتفاق جدة بين السعودية والجنوب ، فالشماليين يعلمون وبمن فيهم من هرب إلى الجنوب باسم الجبهة الوطنية أنهم قد كانوا هم الأداة والسبب والحائل في جعل الجنوب بعيدا عن السعودية والذي دام عقود من الزمن .


فلاول مرة يمكث وفد جنوبي في السعودية فترة طويلة هو وفد الانتقالي الجنوبي الذي دام كل فترة مفاوضات جدة إلى أن تم التوقيع على الاتفاق ، وسط ترحيب واستقبال عظيم من قيادة المملكة التي كان عنوانها الاكبر اللقاء الذي تم بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والقائد الرئيس عيدروس الزبيدي بعد التوقيع ، وما تعليق الكثير من الكتاب والسياسيين العرب الكبار حول اتفاق جدة بأنه اتفاق تاريخي إلا لتأسيسه عهد جديد وتقارب تاريخي لاغنى عنه بين السعودية والجنوب .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق