فؤاد قايد جباري يكتب بمعنوياتهم حققوا الإنتصارات، وهزمت بنادقهم ترسانة المليشيات..عن أبطال جبهة المشاريح نتحدث

الضالع (نخبة حضرموت) خاص


يطيب للكاتب المقام محراب الحديث عن الليوث الزائرة والأسود الكواسر أبطال جبهة المشاريح، فيقف القلم حائراً مرتعباً مؤمن بهزيمته من عدم مقدرته أعطاء هؤلاء النشامى الأفذاذ حقهم في الوصف.


لا أكتب هذا من باب المبالغة ولا من باب المجاملة وانما حقيقة يشهد عليها القاصي والداني بمدى شجاعة وبسالة وإقدام هولاء الجبال رجال الرجال، مسطري المعارك وعرابي الإنتصارات.


جبهة المشاريح كان لها نصيب الأسد في هذه المعركة، في تسطير الملاحم وكثرة النزالات وكذلك تحقيق الإنتصارات، وذلك بشهادة العدو نفسه، فلقد بلغني من أحد مصادري في الداخل أن العدو ما إن يتكلم حول معركة الضالع إلا ويشكي صلابة وصمود هذه الجبهة ويبكي قتلاه وجرحاه فيها ، في الوقت الذي عجز فيه عن كسرها بعد نفاذ كل السبل والتكتيكات العسكرية، حتى استعان بخبراء ايرانيين وقاموا بالإشراف المباشر في عدد من الهجمات،،، لكن العلوم الحربية والخبرات الأكاديمية العسكرية لم تفلح أمام هامات يملكون إرادة جعلت من رصاصات بندقياتهم صواريخ نووية اخترقت الدروع ودكت المتارس والتحصينات وتطايرت منها الرؤوس والجماجم،، فالأرض هنا حقاً تقاتل مع أهلها.


عند الحديث عن سر صلابة هؤلاء الرجال، فالسر يكمن في الإرادة القوية والمعنويات الحديدية وعمق الإيمان بالهدف الذي يقاتلون من أجله، والعقيدة القتالية الفذة التي خلقت معهم ورضعوها في حليب أمهاتهم.


عند جلوسك مع هؤلاء النمارة تشعر بلذة صحبة السلاح ومخاواة غبار المعركة وتنفس بارودها، فالدين و الوطن والعزة والكرامة هما دايناميهم و وقودهم، فالنصر والنصر وحدة فقط يصدح من بين أعينهم كما تصدح فوهات بنادقهم وقت النزال والقتال، فالحرب سلاهم ومتعتهم، وجندلة المليشيات الحوثية هوسهم وشغفهم.


رجال محاربون ليس على مستوى الجبهات فحسب ، بل مكافحون ويكدون أيضاً في معركة البقاء على قيد الحياة وذلك بالعمل في مزارعهم و وديانهم وسط أزيز الرصاص ودوي المدافع، ففي الوقت الذي لايرابط فيه أياً منهم في الجبهة يرابط في كده في العمل لتوفير لقمة العيش لأسرته وأطفاله ويدخر منه أيضاً ذخيرته لسلاحه، في مشهد يضرب أروع ملامح وملاحم التحدي في البقاء والصمود، فالحرب والنزال صار لهم عادة، وغايتهم من الله الشهادة.


فمهما رعفت أقلامنا وتفننت في اختيار مفرداتها تظل عاجزة عن إعطائهم حقهم، فلهم منا كل الشكر والتقدير والإمتنان، ونقبل الأرض التي يطأونها وجبين كل مرابط فيها ، فأياد قابضة على الزناد و وجوه عشقها غبار المعركة وصارت له موطن دائم .. حق لنا أن نقدسها.


فهنيئاً لمنطقة حجر و الضالع وكل الجنوب بمثل هؤلاء الرجال.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق