مقال لصالح فرج : النخبة الحضرمية صمام أمان حضرموت

تتكرر دوماً المآسي بالحضارم منذ جيش البادية او (الجيش الحافي) كما تتم تسميته، إلى كل ما أعتُمل في ارض الحضارم من فيد وتفيّد وتكسّب على حساب اهلها، واستمرار ذلك الأمر ردحا من الزمن..
فلو نظرنا لنعمة اكتشاف النفط في أرض الحضارم التي تحولت لنقمة على سكان وقاطني تلك المناطق، وأمراض فتاكة وأوبئة متعددة انتشرت تلتهم الاجساد، وممارسات اذلال وإهانة، فقد بلغ بحراسات شركات النفط بتلك المواقع والتي كانت تنتمي جميعها //لقوم مطلع من اهل الشمال اليمني//، التي نكلت بقاطني تلك المناطق من بدو رحّل ورعيان، ومنعتهم في كثير من الاحيان حتى من مجرد المرور بأرضهم، وشردت الكثيرين منهم، حتى انبرى آنذاك الشهيد الشيخ سعد بن حبريش العليي للتصدي لهم والمطالبة بكف أيديهم ومنع ممارساتهم، ودفع ثمن ذلك روحه الطاهرة (تقبله الله شهيدا) .
لست بصدد الحديث عن الأمر ولكن// الشئ بالشئ يذكر// ..
بعد كل الاحداث التي مرت بحضرموت من تسليم مناطق الساحل لما سمي بالقاعدة، وذوبان جيش ما كانت تسمى بالمنطقة العسكرية، التي كانت مرابطة في الساحل الحضرمي، والتي ذابت وكأنها (فص ملح) ، وتركت تلك القوات المسماة قاعدة //تعيث// بطول وعرض الساحل فسادا وتنكيلا.. كان لابد لحضرموت من منقذ، لاستعادة الأرض ودحر ذلك الكابوس الذي جثم على صدرها، ولم يكون ليتصدى لذلك الامر غير أنبل أهلها وشبابها ورجالها الاشاوس، الذين ظلوا مستبعدين عن الانخراط في السلك العسكري سنين طويلة منذ جيش البادية وماحصل له، وبإنخراطهم كان لهم الكلمة الفصل وكانت المعركة التحررية التي شهد العالم لها بالسرعة والمباغتة والانقضاض على العدو، الذي لم يستطع حتى التقاط أنفاسه، وهرب من هرب وقتل من قتل منهم، واستشهد الكثيرين من الشباب الذين ضحوا واستبسلوا وبذلوا النفس والروح والجسد في سبيل الوطن، وتيتّم أطفالهم ورمّلت نساؤهم، ومنهم من فقد أحد اعضاءه او بترت له أحد الاطراف في سبيل حضرموت .

من المعلوم بالتأكيد ان لذلك النصر أعداء؛ وللقاعدة أيضا اصدقاء وأحباب وايضا متمصلحين ومتكسبين وممتطين . هؤلاء ومن لف لفهم لم يعجبهم ولم يرق لهم ان ينبري الحضارم بهكذا مستوى؛ أذهل كل من تابع ذلك النصر وتلك المعركة الخاصة بتحرير الساحل الحضرمي .. وترك لأولئك الحسرة والندامة على فقدانهم شريكا وحليفا كانوا يعولون عليه كثيرا //ك.. بُعبُع// كانوا يخوفون به العالم فأصبح أمام أشاوس النخبة مجرد دمية سرعان ماتم رميها بعيدا عن ساحل حضرموت.
هؤلاء شككوا في المعركة برمتها واختلقوا الكثير الكثير من الفبركات، كي لايتم القول ان من حرر الساحل في حضرموت رجالها الاشاوس الأشداء، والتي تمت تسميتهم بقوات النخبة الحضرمية رمزا للعزة والشموخ الحضرمي .

فاستمرت عمليات ومحاولات الحط من قوات النخبة ولم تكن مقالة او تخرصات من سمّى نفسه ظلما وبهتانا. (بالحضرمي) وهو لايمت لحضرموت بصلة ولا لأهلها، ولم ولن يكون هو اول أو آخر من يحاول المساس بقوات النخبة الحضرمية فقد سبقه كثيرين، ولازال ايضا هناك عدد من المسيّسين المنتمين لاحزاب معروفة، لا تروق لهم النخبة الحضرمية لأنها أضحت اليوم صمام أمان لحضرموت، تبذل كل ما بوسعها لخدمة أرضها وأهلها في حضرموت وتنشر السلام على الربوع والأمل في النفوس، وتحول دون حلمهم في استعادة بسط نفوذهم، وبالتالي سيطرتهم، وتسيدهم..
برغم مايكابد رجالها من حرمانهم من مرتباتهم وعدم صرفها لاشهر عدة في محاولة كما يبدو مقصودة بهدف الابتزاز والسعي لاذلالهم ومحاولة جرهم إلى ذل السؤال او الارتماء في براثن الرشوة والتكسب غير المشروع ..

وللاسف لازال هناك بعضا من بني الجلدة الحضرمية من يعرقل بل ويمنع ان تنتشر تلك القوات على ربوع حضرموت حتى يعمها الأمن والأمان والطمأنينة، حضرموت؛ التي يشهد واديها قتلا شبه يومي، يمارسه كما يبدو حتى الآن أشباح متخفين لم يفك طلاسمهم أحد ، حيث ان جميع قضايا القتل تلك تسجل ضد مجهول، ولم يتم القاء القبض فيها وعلى كثرتها ولو على مشتبه به واحد؛ وان حضرت النخبة الحضرمية إلى الوادي لاستطاعت ان تفك طلاسم تلك العمليات واكتشاف التقصير الذي ادى الى عدم معرفة الجناة في تلك القضايا، وسينكشف المستور.

ان رد الاعتبار للنخبة الحضرمية ليس باعتذار ذلك المسئول المتربع للأسف على تمثيل الدبلوماسية اليمنية وهو براء من فهم او معرفة حتى ابجدياتها، فحديثه هذا وتطاوله يؤكد ذلك، من سمحت له نفسه المساس بإنجازات جيش منخرط في الذود عن الارض والعرض .. بل لن يكون رد الاعتبار للنخبة الحضرمية الا بإنتشارها على طول وعرض حضرموت حتى يعم السلام كل الارض …

#صالح_فرج
الأثنين 13 يوليو 2020م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق