مختطفة يمنية افرج عنها من سجون الحوثيين .. تروي قصتها مع حفلات تعذيب المعتقلات واشراف وزير داخلية الانقلابيين عليها

(نخبة حضرموت) متابعات

اتهمت المختطفة والناشطة اليمنية سونيا صالح علي الغباش وزير داخلية ميليشيا الحوثي الإنقلابية الارهابية عبدالحكيم الخيواني وزعيم ميليشيا الحوثي عبدالملك الحوثي بالوقف وراء جرائم التعذيب التي تتعرض لها النساء في السجون السرية بصنعاء وعدد من المحافظات اليمنية.

وأكدت أنها تمتلك تقارير من الطبيب الشرعي حول جريمة اختطافها وتعذيبها الذي استمر عام كامل وجميعها تدين المليشيا.

وقالت سونيا وهي ام لأربعة أطفال (ولدان وبنتان)، كنت أملك منظمة تقدم مبادرات إنسانية لإغاثة وإعالة المحتاجين من الاسر الفقيرة والمرضى ويدعمها مغتربون وتجار يمنيون في الداخل واختطفت يوم 4 مارس 2019 بينما كنت اقوم بمساعدة مصاب بمرض غرغرينا وكنت احمل 70ألف يمني له إذ حاصروني بعد توقفي في محطة للتزود بالبنزين وبالدوريات بإسلوب همجي ونقلوني إلى مبنى الأمن القومي (الاستخبارات) التي ظللت فيه أسبوع ثم نقلت إلى سجن سري”، مبينة ان المليشيا لم تكن تمتلك أي تهمة وترفض منحها التواصل مع أسرتها واولادها.

وعن التهم التي وجهت لها قالت :”العمل لصالح سفراء وترويج للمخدرات وتارة يتهموني أني أعمل في الدعارة ثم يقولون أني من أتباع أحمد علي عبدالله صالح بالإضافة إلى تهم التواصل مع قيادات الشرعية”، منوهة إلى أن السبب الفعلي لإختطافها يعود إلى عملها في المنظمة الهادفة لإنقاذ المدنيين كون ذلك يتعارض مع مبدأ المليشيا الحريص على تجويع وقتل الإنسان اليمني بالإضافة إلى تأثري بواقع الكثير من الحالات الإنسانية من المرضى والمدرسين وغيرهما الجوعى وكتاباتي على صفحات التواصل انتقادات للواقع المأساوي.

وفيما يتعلق بالانتهاكات التي تعرضت لها في السجن سري قالت :”السجن يقع في أرياف خارج صنعاء ووضعت في بدروم تحت الأرض مساحة غرفتها لا تتجاوز مساحة القبر ومظلمة ويطلق عليها الضغاطة وظليت فيها 4 أشهر متواصلة اتعرض لأصناف التعذيب النفسي والجسدي يومياً ولا أسمع إلا أصوات نساء في الزنزانات المجاورة يتألمن ويبكين نتيجة للتعذيب الشديد” متوقعة أن يصل عدد السجينات فيه إلى 30 امرأة مختطفة.

وفيما يتعلق بوسائل التعذيب التي تعرضت له قالت سونيا وهي تبكي: “الضرب واللطم والماء البارد أو الحار شيء مقدور عليه لكن ما تعرضت له يفوق كل هذا لقد وضع في خاصرة جسدي مسامير وفي الظهر أيضاً وشدوني وتسمى عندهم سلخ الجلد بالإضافة إلى أني ظللت طوال الأشهر الأربعة ويدي مقيدة إلى أرجلي من الخلف، لكن الذي انهكني كثيراً هو وضع المسامير في أطراف ارجلي مما تسبب في انهياري تماماً”.

وأضافت، في الأيام الأخيرة كنت أتمنى الموت لذا قلت لهم سأعترف بكل شيء بشرط يتم إعدامي سريعاً فأنا من قتلت الشعب اليمني بالكامل وقتلت صالح الصماد وعملت كل ما تتهموني فيه فإذا كنتم رجال فلتذهبون بي للمشنقة الآن ووقعت لهم على أوراق وسجلت اعترافاتي بالفيديو بكل التهم التي نسبوها لي وزيادة من عندي، مضيفة: رغم ذلك المحققون لم يتوقفوا عن تعذيبي مما أدى إلى إصابتي بالإغماء ولم أشعر إلا وأنا في مستشفى 48.

وتابعت بالقول: بعدها نقلت إلى الأمن القومي مرة أخرى، مبينة ان اشقائها المغتربين خسروا مبلغ 26 مليون ريال يمني رشاوي للقيادات الحوثية والمشائخ والشخصيات التي تدخلت للبحث عنها، مؤكدة أن زعيم قبيلة والدتها في محافظة إب تمكن من الضغط على الحوثيين وحدد مكان اخفائها في الامن القومي. وأفادت الناشطة اليمنية أن الأموال التي دفعتها اسرتها وحالتها الإنسانية لم تشفع لها بالخروج بل أصر الحوثيون على نقلها إلى السجن المركزي وأحالتها النيابة الجزائية للمحاكمة، مبينة أنها ظلت في السجن المركزي 7 أشهر أثناء محاكمات وتحقيقات النيابة ليتم أطلاقها بضمانات حضورية، مؤكدة أنها قضت في السجن سنة كاملة.

وفيما يتعلق بوضع وعدد السجينات في السجن المركزي أوضحت أن هناك أكثر من 200 مختطفة وسجينة جميعهن في حالة يرثى لها ويصلن بحالة إنسانية سيئة من السجون السرية وأخرهنّ السجينة نادية التي وصلت مصابة بشلل نصفي.

أفادت أن النساء في السجن المركزي غالبيتهن بلا متابعة وتخلت عنهن اسرهن بسبب تهم الدعارة التي لفقتها لهن المليشيا، مشيرة إلى أن اجسادهن محروقات وبعضهن رسمت في أقدامهن علب الفاصوليا من الوقوف الطويل عليها، وبلا أظفار.

وناشدت الغباش المنظمات الأممية ولجنة الخبراء الدولية التابعة لمجلس الامن الدولي بالتواصل معها للحصول على التقارير التي تدين المليشيا كدلائل توضح ما تتعرض له النساء في السجون الحوثية والتحرك لإنقاذهن بشكل عاجل، مبدية استعدادها الوقوف أمام أي محكمة دولية تؤدي إلى معاقبة قيادات المليشيا.

وانتقدت المختطف اليمنية صمت المجتمع اليمني والقبيلة التي دائماً ما تواجهها المليشيا عند متابعة اختطاف النساء بأنهن متهمات بقضايا دعارة وتؤدي أحياناً إلى قتل القبيلة والأسرة للمختطفة بعد الإفراج عنها، مؤكدة أن كل من في سجون الحوثي من النساء شريفات وطاهرات ومظلومات بينهن المسنة خالدة الأصبحي التي يتجاوز عمرها الـ80 عاماً ولا يعلم أولادها عنها شيء منذ عامين.

وأشارت إلى أن أطفال النساء المختطفات يدفعون فاتورة باهظة إذ أصيبت أبنتها بمرض القلب وتصلب الشرايين والصمامات أثناء اختطافها نتيجة للصدمة التي تعرضت لها وظلت تعاني حتى تم الإفراج ولم يسمح لها الحوثيون بمغادرة صنعاء إلى المكلا لإجراء عملية شرايين لإبنتها على أيدي أطباء القلب السعوديين الزائرين إلا بعد أن وضعت أبنائها الإثنين كرهائن (الأولاد) مقابل عودتها في فترة ما يسمى بالضمان الحضوري قبل ان تبرئها المحكمة وتتمكن من الفرار إلى مأرب التي ظلت فيها 3 اشهر ومنها إلى العاصمة المصرية القاهرة حيث تسكن حالياً مع أولادها.

وعن أول لقاء مع أولادها قالت أثناء ما كنت في السجن المركزي سمح لأولادي يوم عيد الأضحى بزيارتي كانوا يلمسون الجروح في جسدي ويبكون لقد أبكوا كل الحاضرين في غرفة الاستقبال، متوعدة بفضح المليشيا وملاحقتهم متى سنحت لها الفرصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق