صحيفة دولية : إخوان اليمن يسرّعون خطوات الهيمنة على مفاصل الجيش والأمن في تعز

(نخبة حضرموت) العرب


في خطوة تكشف عن اعتزامهم إكمال السيطرة على محافظة تعز (وسط اليمن) وإعادة التموضع العسكري استعدادا لخوض معركة محتملة مع آخر الخصوم القلائل في المحافظة الأكبر من حيث عدد السكان، أقدم إخوان اليمن على إعادة خالد فاضل قائد محور تعز السابق إلى مهام عمله بشكل مفاجئ ومن دون الإعلان الرسمي عن أي قرار جمهوري بإعادته إلى قيادة محور تعز.

وتفاجأ سكان مدينة تعز، السبت، بخبر صحافي وزعه مكتب الإعلام بالمحافظة يشير فيه إلى القيادي الإخواني خالد فاضل بصفته قائدا لمحور تعز وقائدا للواء 145 مشاة، قبل أن ينشر “المركز الإعلامي لمحور تعز” خبرا عن اجتماع ضمه بقادة الألوية العسكرية في المحافظة، الأحد، وجه فيه فاضل باستمرار الحملة الأمنية في ضبط ما وصفه بالعناصر “المنفلتة العابثة بأمن المدينة وبالممتلكات العامة والخاصة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لردعها” وهي الصفة التي أطلقها الإخوان على كل مناوئيهم السياسيين والعسكريين في تعز.

واعتبرت مصادر سياسية في تعز، إعادة القيادي الإخواني خالد فاضل إلى تعز بعد إقالته برفقة محافظ تعز السابق أمين محمود، مؤشرا على الانقلاب الإخواني المبكر على الاتفاق الذي وقعه حزب الإصلاح قبل أسبوعين مع قوى التحالف الوطني للأحزاب السياسية، للبدء بمرحلة جديدة من العمل السياسي تتضمن التوافق على إجراءات أمنية وعسكرية لمعالجة الاختلالات التي شهدتها المحافظة خلال الفترة الماضية، بحسب ماكشفت عنه تصريحات عبدالسلام رزاز الشرعبي عضو المجلس الأعلى للتحالف الوطني رئيس لجنة تعز الذي قال إن التحالف سيبني معالجة الاختلالات في بنية مؤسستي الجيش والأمن، الخاضعتين كليا للسلطة الفعلية الخفية لتنظيم الإخوان.

وسلطت تصريحات الشرعبي الضوء على قسم من انتهاكات الإخوان في تعز التي يحاول إخفاءها من خلال التحالف السياسي المزعوم، حيث أشار في تصريح صحافي إلى سعي فرع التحالف للعمل مع السلطة المحلية والأمنية والعسكرية على حل ملفات السجون السرية (التابعة لميليشيات الإخوان)، والمخفيين قسرا في تلك السجون.

وكانت أعداد من الأحزاب السياسية في تعز قد وقعت على وثيقة اتفاق في إطار الإعلان عن تكتل واسع للتحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية المؤيدة للشرعية الذي يهيمن عليه الإخوان والأحزاب الدائرة في فلكه.

ووصف مراقبون توقيت الإعلان عن هذا التكتل السياسي في تعز بأنه محاولة إخوانية لاحتواء الحراك الشعبي المتصاعد والاحتجاجات المناهضة للفساد والانفلات الأمني الذي يتحمل مسؤوليته حزب الإصلاح الذي يحكم سيطرته على مفاصل السلطة المحلية والجيش والأمن في المحافظة.

وقال مصدر سياسي يمني إن الاتفاق الهش الذي يكرس سياسة الأمر الواقع في تعز، يأتي في سياق محاولات حزب الإصلاح التنصل من مسؤوليته كطرف مهيمن، وتحويل الأحزاب الأخرى إلى مجرد غطاء سياسي قبل التوجه للمرحلة الأخيرة من خطة إقصاء بقية الأطراف والقوى السياسية والعسكرية في المحافظة.

وكشفت مصادر خاصة لـ”العرب” عن تحركات متسارعة يقوم بها حزب الإصلاح في تعز بقيادة عناصر إخوانية متحالفة مع قطر مثل المشرف العسكري والأمني للإخوان في المحافظة عبده فرحان المخلافي (سالم) وحمود سعيد المخلافي، اللذين نشطا مؤخرا في إنشاء معسكرات على أسس حزبية بدعم من قطر وسلطنة عمان.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق