توفيق جازوليت : بيان الإنتقالي لا يعني “الحكم الذاتي”بل تدبير حاجيات المواطنين الحياتية و الأمنية

(نخبة حضرموت) توفيق جازوليت


“الإدارة الذاتية “التي أعلن عنها بيان المجلس الإنتقالي الجنوبي، لا تعني إطلاقا “الحكم الذاتي “بل تدبير حاجيات المواطنين الحياتية و الأمنية، إلى حين توفر الظروف الموضوعية للدخول في مفاوضات تؤدي إلى فك الارتباط مع صنعاء و الاستعداد لإقامة دولة في المحافظات الجنوبية الستة


فما هي الادارة الذاتية؟


و ماهي المتطلبات الأساسية لإنجاح الإدارة الذاتية؟


و ما هو موقف دول الجوار و المنتظم الدولي؟


ما هو نظام الإدارة الذاتية؟ 


إن نظام الإدارة الذاتية كما هو متعارف عليه و كما تشرحه wikipidia ، هو شكل من أشكال نظام الحوكمة الإدارية والتنظيمية ،توزع السلطة وصنع القرار في جميع أنحاء المنظمة التي تتبع الإدارة المسيطرة عليها و تدار بعناصر محلية ذات تنظيم ذاتي بدلا من تخويلها لنظام هرمي مركزي ……وقد اعتمدت هذه الطريقة من الإدارة في كثير من البلدان التي توجد فيها صراعات غير محسومة…إنها خطوة صحيحة،فالانتقالي ظل يحرس الموارد ويحمي الأمن والإيرادات لحكومة غير آبهة بحقوق المواطنين في الجنوب ، و هي  التي تتصرف بالموارد ،وتحرم منها  المحافظات الحنوبية التي هي بأمس الحاجة لإصلاح خدماتها ، و توفير الحد الأدنى من متطلبات المواطن الجنوبيي اليومية ،علما أنها عن قصد توقف رواتب القوات التي تتولى حماية الأمن وخزائن التوريد وتواجه الارهاب


قرار شجاع اتخذ من قبل الإنتقالي ، هو بداية مرحلة  جديدة و حاسمة في اتجاه تحقيق الإستقلال،يتطلب اختيار كفاءات جنوبية وطنية قادرة على إنجاح هذا المشروع نظرا لاهميته القصوى في إنقاذ الشعب الجنوبي من الظلم و الإستبداد و القهر الذي مورس عليه منذ نهاية تلك الحرب المشؤومة للعام ١٩٩٤،ومنحه حقوقه المشروعة في العيش الكريم و الأمن و الأمان ، و تقوية الجبهة الداخلية الجنوبية استعدادا لمرحلة الحسم و فك الارتباط و من ثم الإستقلال.


إن البيان الصادر عن الانتقالي خطوة جريئه شجاعة ، و لكنه سلاح ذو حدين ،لذا الجنوب العربي أمام امتحان مصيري يتطلب التصرف من خلال الإدارة الذاتية تصرف دولة التمدن و القانون، و الإعتماد على خبراء في الإدارة و الإقتصاد ،بعيدا عن المناطقية و المحسوبية و الإنتهازية.


طبيعة هذا البيان و إن كان من وجهة نظر البعض جاء نسبيا متأخر غير أن نجاحه وطنيا و اقليميا و دوليا مرهون بعاملين أساسيين :-أولهما قدرة الانتقالي من خلال كوادره طمأنة و التجاوب مع المواطن  الجنوبي في مده بالمتطلبات الأساسية في حياة كريمة و أمن  و أمان، أما العامل الثاني فهو ضمان اعتراف صريح من قبل  دول الجوار و العالم بأحقية الانتقالي في تبني مبدأ نظام الإدارة الذاتية

بالنسبة للسعودية، سوف تمضي قدما في مواقفها الضبابية، و يبدو لي  أنها لن تسعى إلى المعارضة،بل تلجأ الى سيا سة  الترقب و الإنتظارلكون ثقلها الدولي المؤثرتقلص بشكل ملحوظ،أما الإمارات كان موقفها السياسي بل و العسكري متضامنا مع الجنوب، غير أن تحالفها مع الرياض  كان له تأثير  سلبي .ما دام أن البيان صدر من أبوظبي فإن الإعتقاد السائد أن البيان حصل على مباركة إماراتية…..:و  لا شك أنه عند إحكام الانتقالي قبضته على الوضع في الجنوب  ستسعى دول إقليمية و  دولية للإعتراف.


إن مضمون البيان تعبير عن الحالة التي تعيشها المحافظات الجنوبية، فهي ليست حالة حرب ولا تمرد، بل هي عملية تنظيم للمحافظات المسيطر عليها من  قبل الانتقالي. ويعد هذا القرار تاريخيا لأنه يؤكد المبادىء التي تأسس عليها الانتقالي، ويثبت مصداقية التفويض الشعبي له، ويصون دماءزهاء خمسين ألف شهيد جنوبي ضحوا من أجل حرية وطنهم .


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق