حزب الإصلاح .. منظومة تسخر الدين لممارسة طقوس الشيطان

(نخبة حضرموت) 4مايو


عندما اكتشفت حركة الإخوان عدم قدرتها على امتصاص الحراك الجنوبي، وعدم القدرة على فرض أجندة الحوار الدائر في صنعاء على الشارع الجنوبي، وعدم القدرة أيضاً على الاستقطاب السياسي عمدت إلى تمزيق الجنوب عبر إطلاق مشروع “الإقليم الشرقي” الذي يرعاه اللواء على محسن الأحمر ويشرف على تنفيذه من خلاله عناصر الإخوانية التي زرعوها في حضرموت وهي أسماء مكشوفة بوضوح للمجتمع الحضرمي تخوض معركة سياسية كبرى في المكلا للإمساك بتلابيبت (مشروع الإقليم الشرقي) باكرا من خلال الاستحواذ على المناصب المفصلية فيه وذاك مخطط كبير يتبع التنظيم الدولي للإخوان.


ويعتمد ما يسمى (الإقليم الشرقي) على أساس الدولة اليمنية الاتحادية، على أن يتم تقسيم اليمن إلى عدة أقاليم منها إقليم يضم (حضرموت والمهرة وأجزاء من شبوة) أي أنه يمسك بمواقع الثروة النفطية في الجنوب، والهدف الأول هو تمكن حركة الإخوان المسلمين لبسط نفوذهم في أكبر أقاليم شبة الجزيرة العربية، والتمكن من تشكيل حزام قوي جنوب المملكة العربية السعودية، إضافة إلى إسقاط خيار انفصال الجنوب عن الشمال.


اللواء على محسن الأحمر الذي أوجد شخصيات حضرمية مثل صلاح باتيس ومتعب بازياد وعادل باحميد وعادل بلحامض كشخصيات إصلاحية حزبية منتمية لحركة الإخوان ومؤمنة بأن على الإخوان المسلمين استغلال الفرصة في الوصول إلى السلطة في اليمن، وتسخير إمكانيات اليمن السياسية والاقتصادية والاجتماعية لصالح مشروع الإخوان العالمي الذي تلقى هزيمة قاسية في عقر داره في 3يونيو 2013 بعزل الرئيس محمد مرسي ــ رحمه الله ــ عن حكم مصر، وتشكيل العامل الضاغط على المنظومة الخليجية، والأهم تحضير اليمن الاتحادية لاستقبال الآلاف من عناصر الحركة الإخوانية المنهزمة في العالم العربي والإسلامي على البوابة الجنوبية للمملكة العربية السعودية، وهي ذات الحالة التي كانت فيها اليمن عندما باتت ملاذاً آمناً لعناصر (الأفغان العرب) في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي حتى نشأ ما بات يعرف بـ (تنظيم القاعدة) وكانت تنطلق من اليمن لتنفذ عملياتها الإرهابية في الداخل السعودي حتى بلغت محاولتهم اغتيال وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف آل سعود عبر الأراضي اليمنية.


إن مرور مشروع الإقليم الشرقي يعني أن الجزء الغني بالثروات من الجنوب العربي سيدخل تحت حكم الحركة الإخوانية وسيفرض الإخوان رؤيتهم، وسيحاولون زعزعة الأمن في شبة الجزيرة العربية، وستكون اليمن حاضناً لواحدة من أكثر الأفكار المتصلبة والتي لن تعطي مستقبلاً مستقراً في شبة جزيرة العرب.


لذلك يسعى الإخوان لسيطرة على جنوب اليمن ويعمل على محاربة توجهات شعب الجنوب الهادفة إلى استعادة دولتهم وفك الارتباط من مسميات الوحدة، من أجل استمرار مشروعها الفكري والأيد لوجي، ولكن يواجه رفضًا قويًا من أبناء الجنوب الذين يختلفون أيدلوجيا وفكريا عن جماعة الإخوان المسلمين لذلك يتوقع المراقبون فشل الإخوان في احتواء الجنوبيين وفشل مشروعهم في الجنوب.


الإخوان وتنظيم القاعدة


ويقف شعب الجنوب إلى جانب قوات الأمن بمختلف تشكيلاتها في حملتها على معاقل «القاعدة»، فيما تناهض جهات محسوبة على الفرع اليمني للـ«الإخوان المسلمين» الحملة، داعيةً إلى «نزع سلاح الأطراف كافة» في إشارة إلى جماعة الحوثيون” في شمال اليمن.


وبدء الحملة العسكرية لاجتثاث تنظيم «القاعدة» من معاقله في جنوب اليمن، تشهد البلاد موجة دعم شعبي لقوات الأمن والجيش الجنوبي، لذا تبدو المواجهة التي يخوضها الجيش الجنوبي ضد «القاعدة» مختلفة هذه المرة على أكثر من صعيد. فبخلاف المواجهات السابقة بين الجيش والتنظيم، تظهر رغبة جادة في أن تكون هذه الجولة هي الأخيرة.


وأشارت تقارير أمنية واستخباراتية إلى أن تنظيم القاعدة هو الجناح العسكري لجماعة الإخوان، لافتةً إلى منح قطر جماعة الإخْوَان في الـيَـمَـن وجناحها العسكري تنظيم القاعدة بمبالغَ مالية ضخمة تزيدُ عن مليار دولار بشكل مباشر وغير مباشر خلال الأعوام (2011-2012-2013م)؛ بهدف إسقاط النظام في الـيَـمَـن وإيصال الإخْوَان إِلَـى السلطة عبر أعمال الفوضى والعُنف والتخريب وإذكاء الصراعات والأزمات.


الإخوان ودعم الأطماع الإيرانية


في الوقت الذي ننظر فيه إلى قمم مكة المكرمة (العربية، الخليجية، الإسلامية) باعتبارها حراكاً وضغطاً سياسياً كبيراً على إيران لوقف العبث الذي تصنعه عبر ذراعها الإرهابية مليشيا الحوثي الانقلابية، فاختارت قطر أن تصطف إلى جوار الإرهاب.


التحفظ والتنكر القطريان لمقررات قمتي مكة الخليجية والعربية يعكسان مدى خضوع مواقفها السياسية لإيران وتركيا، ما يعني مزيداً من الدعم لمليشيا الحوثي.


ويُفهم هذا الدعم من خلال تحالف حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية) والموالي لقطر مع المليشيات الحوثية التابعة لإيران، وبالتالي فإنّ التوجٌّه القطري يكشف عن سعي لإطالة أمد الأزمة ومزيدٍ من الرغبة في إنهاك التحالف العربي.


بحسب برلمانيين ومحللين سياسيين، تحدَّثوا لصحيفة “البيان”، فإنّ تحفظ النظام القطري لمقررات قمم مكة يعكس مدى خضوع مواقفها السياسية لإيران وتركيا.


من جهته، شدَّد الأستاذ في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور علي بن دبكل العنزي، على أن مبررات التنكر القطري لبياني القمتين والزعم بأن الاجتماعين تجاهلا القضايا المهمة في المنطقة، كفلسطين والحرب في ليبيا واليمن هو ادعاء كاذب ، لأن كلمات القادة المشاركين، خصوصاً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبيانات قمم مكة شددت على التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.


ويبدو أن الإخوان في اليمن قد أصبحوا بفضل السياسة القطرية والدعم المالي التركي والقطري قوة كبيرة بيد حلفاء الحلف المضاد للتحالف العربي، وهو ما يبدو جليا…وها هو صالح سميع قد أكد ومن داخل العاصمة السعودية عن رغبتهم في التحالف مع إيران، بدعوى أنها ليست شرًا، وهو التصريح الذي جاء متزامنا مع شروط وضعها سميع من أبرزها تسليم الجنوب للإخوان مقابل مواصلة قتال الحوثيين، وهي الشروط التي تنعكس حاليا على موقف حكومة الشرعية من اتفاق السويد الذي أقر أن يسلم الحوثيون ميناء الحديدة لطرف ثالث، ومع كل عملية رفض من قبل الحوثيين على الموافقة على الانسحاب ونشر قوات محايدة.


وعلى ما يبدو أن الحكومة الشرعية التي يتحكم فيها الإخوان بزعامة علي محسن الأحمر، تعمل على تبرير أو تضليل على الرأي العام من موقف الحوثيين الرافض لتسليم ميناء الحديدة الذي مر عليه أكثر من 100 يوم.


وأنّ موقف “إخوان اليمن” بشأن اتفاق السويد الخاص بالحديدة، تبين من خلال قيامهم بفتح جبهات أخرى في الجنوب، فيما تتحدث وسائل إعلامهم على أن موقف الإخوان من اتفاق السويد يتمثل في أن يظلّ الميناء في قبضة الحوثيين على أن لا يذهب إلى قبضة قوات طارق صالح.


عقبات التحالف



ويرى مراقبون سياسيون خارجين أن مهمة التحالف الدولي ما زالت تواجه عقبات كثيرة في ظلّ ضعف “الشرعية” اليمنية التي على رأسها الرئيس عبدربّه منصور هادي من جهة، والضغوط الدولية الهادفة إلى تمكين الحوثيين من البقاء في ميناء الحديدة ذي الأهمية الاستراتيجية من جهة أخرى.


المصادر السياسية شدّدت على أن ضعف “الشرعية” عائد أساسا إلى الإخوان المسلمين الذين يتحكمون بالقرار العسكري فيها.


وأوضحت أن تحكم الإخوان، الذين يمثلهم حزب التجمّع اليمني للإصلاح الذي يأتمر قسم منه بأوامر قطر وتركيا، كرس الجمود على جبهات عدّة. من بين هذه الجبهات جبهتا نهم ومأرب اللتان تؤثران على وضع صنعاء وجبهتا الحديدة وتعز.


وفسّرت المصادر رغبة الإخوان المسلمين في استمرار الجمود، الذي يعني عدم ممارسة أي ضغوط حقيقية على الحوثيين في صنعاء أو أي مكان آخر، باعتقاد هؤلاء أن الوقت يعمل لمصلحتهم. وقالت إنّ الإخوان يرون أن الحلّ سيقوم في النهاية على تقاسم اليمن بينهم وبين الحوثيين، مع ما يعنيه ذلك من دور محوري لقطر التي تقيم علاقة في العمق مع الجانبين.


وأشارت في هذا المجال إلى الدعم الذي يلقاه الحوثيون، الذين ليسوا سوى واجهة لإيران من قطر. وأكدت أن هذا الدعم سمح للحوثيين بشراء قبائل الطوق التي تتحكم بمداخل صنعاء.


وقالت : إن قبائل الطوق لم تتحرك عندما هجم الحوثيون على منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ديسمبر 2017 ولجأوا إلى تصفيته بدم بارد.واستغربت تصرّف قبائل الطوق في تلك المرحلة، خصوصا أن علي عبدالله صالح كان مرتبطا بعلاقات قويّة مع زعمائها، فضلا عن أنّ هناك مصالحًا كانت تربطه بهم.


وذكرت إن كلمة السرّ كانت الدعم القطري للحوثيين الذين عرفوا كيف يسترضون قبائل الطوق عبر الأموال القطرية التي توفرت لهم.


وأجمع غالبية المحللين والسياسيين المتخصصين بتوجهات الأنظمة والأحزاب السياسية القائمة على ساحة الوطن العربي خصوصا اليمن بأن حزب الإصلاح منظمة تسخر الدين لممارسة طقوس الشيطان، من أجل الوصول إلى أهدافها.


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق